❞ إن الخير عندما يحيد عن الطريق الصحيح. يصبح.أكثر شرا من الشر ذاته ❝
تأخذنا رواية "شيطان آدم" للموهبة الروائية الواعدة
(ميار الخليل) في رحلة مشوقة يعيشها القارئ مع تحولات غير عادية وأحداث غامضة تثير الفضول، باعتمادها على عنصر الإثارة والتشويق حيث تطلق العنان لتساؤلات
عميقة بشإن الوجود والصراع ضد قوى الظلام، مستلهمة روح الأسطورة الشهيرة ” حامل الضياء “ والتى
تناولها من قبل الكاتب الراحل د. أحمد خالد توفيق، فى إحدى أعداد السلسلة الأيقونة " ماوراء الطبيعة "
تدور أحداث الرواية حول جرائم قتل بشعة ومثيرة للأنتباه، حيث تُسوّد صفحاتها بأحداث مروعة يتمثل فيها القتل بطريقة الاحتراق الذاتي، وهي ظاهرة تتجاوز حدود العقل والمنطق. في البداية، يجد القارئ نفسه أمام جثث تفحمت من الداخل، دون أي تفسير منطقي واضح. لكن المفاجأة تأتي عندما تُكتشف جثة "طارق" التي تعلن الشرطة أنه قُتل حرقا ثم تعرف فيما بعد أنه مازال حيا مما يزيد من تساؤلات القارئ حول ما يحدث حقًا!
تلوح شخصية "آدم" في الأفق، ومعها سر قاسي محاط بلعنة غامضة. يتقن السرد الفني للكاتبة استنطاق روح الشخصيات خاصة تصوير الصراع الداخلي لـ "آدم" ورغبته فى القصاص ممن آذوه، من ثم تحوله الدراماتيكى من شخصية ضعيفة ومسالمة إلى أخرى أججتها روح مظلمة
قادمة من قلب الجحيم تلك التى تسكن لوحة حجرية قديمة وخاتم أثرى مسحور، ترى.. كيف سيكون الصراع
تتميز الرواية بكتابة سلسة وبراعة في بناء الأحداث، حيث تنجح الكاتبة في دمج أدب الجريمة والرعب بطريقة مدهشة، مما يجعل من "شيطان آدم" تجربة مدهشة تأخذ القارئ في رحلة تحفز حواسه وتدعوه لخوض رحلة فيما وراء
حدود الفهم البشري وما خلف الطبيعة
وتنسج الخليل خيوطًا معقدة من الغموض والرعب، تأسر القارئ وتجذب انتباهه حتى الصفحة الأخيرة.
من أروع الأشياء التى أعجبتنى ومستنى فى العمل، هو الجزء الروحانى والذى احتل الربع الأخير فى الرواية
والذى عبر عن هواجس وتساؤلات طالما دارت فى نفسى أوقات ضيقتى وأرقنى البحث عن إجابات شافية
ليس قطعا بالكيفية التى كان عليها ( آدم ) ا��تى أخرجته من الأيمان وجعلته يبيع روحه للشيطان
الكنها تبقى حالة من التيه الداخلى التى أعرفها جيدا
وعانيت منها كثيرا
يخوض آدم نقاشا محتدما مع شخصية صوفية
أشبه بلمسات نورانية وروحانية صيغت بأسلوب أدبى فى غاية العذوبة والأحساس
بشكل عام، "شيطان آدم" ليست مجرد رواية رعب أو جريمة، بل هي دعوة للتأمل في الظلام الذى يسكن داخل المجتمع ويتغلغل في أعماق انفسنا البشرية دون أن نشعر. إن قراءتها يعني الانغماس في عالم معقد يجمع بين الفلسفة والرعب، مشركا القارىء في رحلة البحث عن الحقيقة بين الاتهامات واللعنات. كما أن نهاية العمل توحى بأن القصة لم تنتهى بعد ولازالت الرحلة ممتددة، ربما هناك جزء آخر فى الطريق
هذه الرواية تمثل إضافة مميزة تستحق القراءة
وهى اختيار ولا أروع