يتناول الكتاب في إطار درامي مشوق حكايات الجثث وما ترويه بعد الموت، مسلطًا الضوء على حكاياتها بصوره مبسطة والتي تحملها تلك الأجساد الصامتة فوق طاولة الطب الشرعي. يقدم العمل منظورًا سطحيا ومثيرًا عن حياة الميت فى سرد مشحون بالتأمل والإثارة.

يبدأ الكتاب بقصة مؤثرة تتناول حالتي انتحار لشخصين دفعتهما ظروف الحياة القاسية إلى اتخاذ هذا القرار المأساوي. الحالة الأولى لرجل أنهكه الشعور بأن الحياة أصبحت عبئًا ثقيلًا عليه، بينما الحالة الثانية لرجل عاش في ندم بعد أن أهمل زوجته فى حياتهما لاهتمامه بحياته المهنيه ولكتشف بعد ذلك مرضها، ليجد نفسه غارقًا في شعورٍ قاتل بالذنب بعد مرضها . ينسج الكتاب من هاتين الحالتين خيوطًا درامية تعكس هشاشة النفس البشرية وصراعها مع الأمل واليأس، لتتوالى الحكايات في إطار مشحون بالعاطفة والأسئلة.

اللغه

اعتمد الكاتب في هذا العمل على اللغة العربية الفصحى، التي أضفت طابعًا راقيًا ومميزًا على السرد، مما جعل النص يتسم بجمال التعبير وعمق المعاني. كانت لغته مشوقة وبعيدة كل البعد عن الملل أو الرتابة، إذ امتلك قدرة فريدة على نسج الكلمات وصياغة العبارات بطريقة تحفز القارئ على الاستمرار في القراءة دون أن يشعر بأي فتور.

تميزت أسلوبية الكاتب بانتقاء الألفاظ بعناية ودقة تناسب كل لحظة من لحظات القصة، سواء كانت مليئة بالتوتر، الحزن، أو التأمل. في المواقف الحزينة، كان يختار كلمات تلامس مشاعر القارئ، بينما في لحظات التشويق كان يستخدم تراكيب وأوصافًا تضفي إثارة وتزيد من شغف المتابعة. أما اللحظات الإنسانية العميقة، فكان يوظف تعابير تتسم بالدفء والصدق، مما جعل القصة أقرب إلى قلب القارئ، وكأنها تعكس واقعًا يمكن أن يحدث في حياة أي شخص.

هذه المهارة في استخدام اللغة جعلت الكتاب أشبه بمقطوعة أدبية ممتعة تلامس العاطفة والفكر في آنٍ واحد، مما جعله يستحق الإشادة كعملٍ أدبي مميز.

السرد

تميز السرد في الكتاب بكشف لمحات صغيرة ودقيقة عن حياة الموتى قبل وفاتهم، حيث كان الكاتب يمنح القارئ ومضات سريعة لكنها مؤثرة، تساعد على رسم صورة مختصرة ومثيرة للاهتمام عن حياة كل شخصية. هذه اللمحات، رغم قصرها، كانت مليئة بالتفاصيل التي توحي بالكثير عن دوافعهم ومعاناتهم، دون الحاجة إلى إطالة أو إسهاب.

كان السرد أشبه بلغز يتكشف شيئًا فشيئًا، إذ جعل القارئ يتعمق في خبايا القصة ويتخيل كيف عاش هؤلاء الأشخاص قبل أن يواجهوا مصيرهم المحتوم. من خلال هذه الإشارات البسيطة، استطاع الكاتب أن يبني عالماً يضج بالمشاعر والتساؤلات، مما جعل القصة مشوقة ومليئة بالغموض، دون أن يشعر القارئ بالملل أو التكرار.

رأى

الكتاب كان مسليًا للغاية وغير ممل على الإطلاق، إذ استطاع الكاتب أن يجذب القارئ بأسلوبه المميز وحبكته المشوقة. تميز النص بتدفق الأحداث وترابطها، مما جعل كل فصل يحمل عنصرًا جديدًا يشد الانتباه ويثير الفضول لاستكشاف ما سيأتي بعده.

جاذبية الكتاب لم تكن فقط في قصته، بل أيضًا في الطريقة التي قُدمت بها، حيث نجح الكاتب في الحفاظ على إيقاع سريع وممتع دون إطالة أو إسهاب. كانت التفاصيل مدروسة بعناية، مما أضفى على النص حيوية وجعل القارئ يشعر وكأنه جزء من الأحداث.

بفضل هذا الأسلوب الجذاب والممتع، أصبح الكتاب تجربة قراءة خفيفة وممتعة، تجمع بين التشويق والعمق، ليبقى محفورًا في ذهن القارئ.