رواية أخرى غير متوقعة بالنسبة لي 😅
أحب في البداية أُبدي إعجابي بالغلاف الرهيب والألوان والتصميم 🤍
- الرواية في رأيي كانت مزيج بين أنواع مختلفة.. نقاشات دينية وسياسية.. أحداث تاريخية.. ظروف اجتماعية ووصف مميز للناس فى قرى مصر في هذة الفترة.. الجهل المسيطر على الأغلب راجع لأسباب كثيرة.. صراعات بين شخصيات مختلفة (تشعر أنها غريبة و مألوفة في نفس الوقت) وأيضًا بعض الإسقاطات.
- الفترة التي تدور فيها أحداث الرواية عام ١٩١٣ قبل الحرب العالمية الأولى مرورا بها وتم عرض أحداث تاريخية مثل انتهاء الحكم العثماني وطرد الخديوي وقتها واعلان الحماية البريطانية على مصر ودخولها في حرب لا باع لها فيه ولا ذراع وتعرضت لاستنزاف كل مواردها حتى شبابها الذين كان يتم جرهم بطريقة بشعة ومهينة لحرب لا يفقهون فيها شيئًا وأغلبهم مزارعين أصلا.. أحببت أن الكاتب تكلم عن هذة النقطة أكثر من غيرها وما كان يتعرض له أهالى القرى بالذات من اضطهاد المستعمر الإنجليزي.
- قرية السنيطة بمحافظة الغربية وأهلها أبطال روايتنا.. خليط مميز من الشخصيات..
شخصية الشيخ أيوب والشيخ إدريس يمثلان الطرفان المتناحران في كل القضايا.. كل منهم عنيد متمسك برأيه ومتعصب له.. قضية الخلاف بينهم هنا كانت التبرك بالضريح ولكن في رأيي كان اختلافهم أكبر من ذلك وتعدى ذلك لنظرتهم مثلا للناس وطريقة تفكير كل منهم عامة..
أعجبتني النقاشات والمحاورات التي حاول كل منهم أن يغلب الآخر فيها بالحُجة والدليل.. أعجبني ان الكاتب عرض نظر وجهة كل فكر بدون التحيز لفكرة منهم.
- ظهرت الحياد والوسطية في الرواية في شخصية الشيخ عُمير.. الشخصية الأحب لي في الرواية.. فكان ينأى بنفسه عن الخلافات يحاول دائما أن يجد أرضًا وسطًا يقف عليها ويهديء نفوس المختلفين ويسعى للصلح بينهم والشيء الذي يشعر نحوه بشُبهة يبتعد عنه.. كان شخصية هادئة ورزينة وعاقلة.
-الشخصية الأسوأ على الإطلاق وأكثر شخصية مكتوبة بشكل رائع (كل الشخصيات حلوين بس الشخصية دي غير 👀)هي شخصية طالح .. تجسيد إبليس حرفيًا على الأرض..
شخصية مثلت النفاق والعصيان وارتكاب المعاصي والخداع والسرقة وكل شيء سيء يخظر على بالك.. والذكاء إن الكاتب هنا في البداية سوف يجبرك على التعاطف معه رغم شخصيته المريبة ولكن في النهاية تتوالي المفاجآت فيما يتعلق بهذة الشخصية المتلونة حسب ماتقتضيه المصلحة.. كل ما ظننت أنه اكتفى فاجأني!
كانت شخصية مستفززززة 🙄
-باقي الشخصيات بعضهم جسد الناس الذين يتعرضون لظروف الفقر والحاجة والجزء الأغلب يغلب عليه الجهل والكسل في رأيي..
الشحاذين والمتمسحين في المقام رغم عوزهم وحاجتهم إلا أنهم لم يفكروا في السعي أبدًا وهذا ما اعتمدت عليه شخصية طالح الاستغلالية..
رفضوا كل محاولات التعلم أو الفهم أو المحاولة حتى ف بقوا في الضلال.. توجيه الكاتب لفكرة أن هناك بشر محبون لجهلهم أو ربما ضلوا كثيرًا في ظلمات الجهل لدرجة أصبح حاجة أساسية ليبقوا عاقلين أو على قيد الحياة.. أصبح الجهل اختيار بالنسبة لهم (اختاروا نعيم الجهل طالما بطونهم شبعانة)..
الرواية جميلة جدا وأكثر ما أعجبني إن كل شيء في مكانه بالظبط الأحداث متناسقة و متداخلة بطريقة مثالية وتصاعد الأحداث كان عامل كبير لإعجابي بها.
قراءة ممتعة وأنصح بها ❤️