فيلا القاضي > مراجعات رواية فيلا القاضي > مراجعة Mahmoud Toghan

فيلا القاضي - عمرو دنقل
تحميل الكتاب

فيلا القاضي

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

1️⃣ الموضوع : قراءة نقدية

2️⃣ العمل : فيلا القاضي

3️⃣ التصنيف : درامي ـ اجتماعي ـ سياسي

4️⃣ الكاتب : عمرو دنقل

5️⃣ الصفحات : 192 Abjjad | أبجد

6️⃣ سنة النشر : 2022 م

7️⃣ الناشر : إشراقة للنشر والتوزيع

8️⃣ التقييم : ⭐⭐⭐⭐

◾عن الرواية:

ـ من إبداعات الكاتب عمرو دنقل ، وإصدارات دار إشراقة للنشر والتوزيع لعام 2020م

ـ قطعة فنية محكمة وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة الأديب طه حسين ، وتستحق العديد والمزيد .

ـ رحلة شائكة في عمق الصراع الفكري والإجتماعي ، عبر أدب رفيع المستوى.

ـ تقدم الرواية رؤية ذات عمق فكري جديرة بالنظر ، وتمزج بين الواقعية والرمزية في ملحمة سردية بديعة.

ـ تتشابك الخيوط بين الجنون والفنون ، حيث تصبح الفيلا مكانًا يجسد السلطة والتسلط ، والبحث عن الحقيقة ، في عوالم دقيقة.

◾مدخل إلى الرواية :

ـ عندما قرأت العنوان ، ظننت أن العمل يدور حول جريمة تقع في فيلا لأحد القضاة ، خصوصًا مع رمزية الطلقة والقلم ، لكن مع الدخول في أولى الصفحات ، تبدد ظني بآخر، كونها رواية إجتماعية درامية عن زوجة جميلة ، شابت علاقتها بزوجها نوع من الفتور ، فألجمها بلجام الكبت ، وقيدها بحبال الحرمان.

ـ خاب ظني مع الإكمال ، وحل الصمت والإجلال ، حيث تشعبت الأحداث إلى ما هو أشد وطأة ، فنحن أمام أرستقراطية مترفة ، وقوىً سياسية مجحفة ، وأقلام أدبية ، وجماعات إرهابية ، وضواحٍ فقيرة ، ونساء أسيرة ، وحياة بلا معنى ، ومعنى بلا مبنى ، ومبنى بلا أركان ، وأركان بلا تأسيس.

ـ أسكت ظني حتى النهاية ، وحين بلغتها جاء اليقين ، بالنبأ المبين ، وهو أننا أمام عمل جامع ومانع .. فهو وإذ يجمع بين قوة المبنى ، وشمولية المعنى ، وبلاغة الكلمة ، ودقة العبارة ، ووصول الإشارة ، وسلاسة اللغة ، وفصاحة الجملة ، وروعة العرض ، وواقعية الفرض... تراها أيضًا وقد منعت من دخول الملل والفتور والسذاجة والتكرار، مما أخرجها في شكل يسر الناظرين ، ويمتع قلوب القارئين.

◾ جانب من التحليل الأدبي:

✍️ العنوان والغلاف: عمق ورمزية بصرية

يحمل العنوان "فيلا القاضي" دلالات رمزية ، حيث تشير الفيلا إلى المكان الذي تجتمع فيه خيوط الحكايات ، لتصبح شاهدة على التحولات العميقة في حياة الشخصيات ، الغلاف الذي يتوسطه قلم من الأعلى ورصاصة من الأدنى ، يعكس المعركة بين الكلمة والرصاص ، وهي الثيمة المحورية في الرواية ، حيث الصراع بين الفكر التنويري ، والعنف الظلامي.

✍️ اللغة والأسلوب: براعة السرد وجمال التعبير

يستخدم "دنقل" لغة رفيعة ، وفصاحة منيعة ، متخذاً من البيان سبيلاً ، ومن البديع دليلاً ، في جمع بين البساطة والعمق ، ومزج بين الرمزية والواقعية .. يجملها بالحوارات الداخلية العميقة التي تعكس حالة التمزق النفسي للشخصيات ، ما يعزز الشعور بالتوتر ويزيد من تعاطف القارئ مع معاناتهم .. في حين يأتى السرد متعدد الطبقات ، بتقنيات تداخل الزمن والأحداث ، ما يمنح النص حيوية وواقعية ويضفي إيقاعًا خاصًا.

✍️ الحبكة : خيوط متشابكة ومعنى دقيق

تنسج الرواية حبكة معقدة تتشابك فيها المصائر ، بدءًا من شخصية سعيد القاضي ، الذي يتحول من شخص عادي ، إلى جزء من الحاشية ، ثم يمثل السلطة والنفوذ ، إلى شخصيات مثل "رجب عودة"، الذي يُعد تجسيدًا لفكرة المفكر المغدور ، في إطار سياسي واجتماعي مكثف ، تدور أغلب الرواية في فيلا سعيد القاضي ، داخل هذه الفيلا تُنسج المؤامرات السياسية ، وتُناقش السياسات القمعية ، وتخرج الأحكام الجنونية ، يجتمع فيها الأعداء والأعضاء ، واليمين واليسار ، منها تبدأ الحكاية ، وداخلها تتشابك الرواية ، وأمامها تنتهي القصة .

✍️ الشخصيات: مرآة تعكس الواقع

ـ تميزت الرواية برسم شخصيات متعددة الأبعاد ، متباينة الأفكار والأجساد ، تحمل كل منها تناقضاتها الخاصة .. ومنها على سبيل المثال؛ ليتضح المقال :

ـ سعيد القاضي شخصية سلطوية انتهازية متناقضة ، يعاني من تمزق داخلي بين الولاء للسلطة والانجراف نحو الفساد.

ـ في المقابل، "رجب عودة" يمثل المثقف المستنير الذي يدفع ثمن مواقفه الفكرية ، ويقف صامداً يواجه الإرهاب بالعلم والكتاب .

ـ ثم "سامية المهدي" هذه الناعمة الأنيقة ، والفاتنة الرقيقة ، مستسلمة لقدرها ، التى ضن عليها الزوج بالحنان ، والفكر والجنان ، فلجأت إلى الشرور ، من أجل الظهور ، وكانت النتيجة ، هشة مريجة .

ـ وإلى "مديحة الوراق" مثال الجمال في القبح ، والعلم في الجهل ، والفكر في الجمود ، حياة باهتة ، بين النور والظلام ، والثراء والفاقة ، والقدرة والحاجة ، والإرادة والخنوع .

◾ موضوعات ورسائل:

✍️ الحياة الزوجية:بين خواء وارتواء

رسمت الرواية مجموعة من الحيوات الزوجية ، من ارتواء البدن وإشباع رغباته ، كما الحال مع الوراق والبيضا .. ومن حياة شابها فتور جزئي ، كما الحال مع مديحه وكريم .. وأخرى شابها النفور الثنائي ، كما الحال مع ساميه وسعيد .. لكلٍ دلالة ، ولكلٍ معنى ، ولكلٍ مغزى ، تضمنته الرواية ، وجاءت أسبابه في قلب الحكاية .

✍️ الإغتيال الفكري: صراع الكلمة والرصاص

من المحاور الرئيسية التي تتناولها الرواية هو الاغتيال الفكري ، حيث تمثل شخصية رجب عودة نموذجًا لمثقفين دفعوا حياتهم ثمنًا لأفكارهم ، من خلال هذه الشخصية ، يسلط الكاتب الضوء على العنف الذي يمارسه الفكر المتطرف تجاه أي صوت مختلف ، تهب واقفة في صف العقلانية ، مؤكدة أن الفكر الحر هو السبيل الوحيد لمواجهة التطرف ، وفى ذلك إسقاط واضح لمن فهم المضمون ، من قلب المكنون .

✍️المجتمع: واقع مضطرب وانقسامات حادة

تستعرض الرواية مشاهد من الصراع السياسي ، وتوضح العلاقة بين السلطة والجماعات المتطرفة ، مما يعكس أجواء تلك الحقبة.. كما تقدم الرواية تصويرًا مرعباً للإنقسام الطبقي ، بين شدة السلطة والثراء ، مقابل الفقر والبغاء كنتاج للفوارق الطبقية ، في مشهدية مظلمة ليست مجرد عرض للمعاناة ، بل هي إدانة ضمنية لنظام اجتماعي يفتقر إلى العدالة .

✍️ الرؤية الكلية: علو الكلمة على الرصاص

تدعو فيلا القاضي إلى الانتصار للعقل والتنوير في مواجهة الجهل والتعصب ، ترسم صورة قاتمة عن واقع يُكمم فيه الفكر، لكنها تحمل أملًا ضمنيًا بأن الكلمة الحُرة هي الأداة الأقوى لمواجهة الظلم ، وفي حوار خالد الطبيب مع الفكر المتطرف الذي لا يسمع إلا صوته ، ولا يرى إلا كيانه ؛ رسالة صمنية للتأكيد على أن التغيير الحقيقي يبدأ من تحرير الفكر.

✍️خاتمة: رواية تستحق الإحتفاء

بحر تلاطمت أمواجه ، فقذف بنا في أعماقه ، في ظلام لجيّ يغشاه موج ، من فوقه موج ، من فوقه خراب .. شهادة جريئة على صراع طويل بين الفكر والقمع ، بفضل حبكتها المتقنة وشخصياتها العميقة ، واستنادها إلى واقع مليء بالتوترات ، استحقت مكانها في القائمة القصيرة لجائزة طه حسين .. وننتظر لها المزيد فهي تستحق أن تُقرأ بتمعن وتُناقش بجدية.

◾ اقتباسات:

ـ ❞ كم هو جميل عتابُ الأمهات، أصابعُ الاتهام تتجه إليك ولكنَّها في النهاية تتراجع عن الإدانة. ❝

ـ ❞كنّا نتشاركُ نَفَسَ الألمِ وهذا كافٍ جدًّا، ستعرفُ قَدْرَ ما أنتَ فيه من بؤسٍ عندما يكون هناك مَن يُشارِكُ نفسَ المصيرِ وتَفْقِدُه.❝

ـ ❞ يحتاج الرضيعُ لثدي أمِّه ولقيمات أبيه ليكبر ويعيش، أما ابنتي فكانت في حاجةٍ لورقة وقلمٍ وتوقيع لينعموا عليها بالحياة، ❝

ـ ❞ كلُّ اللطمات جاءت بعد أن عرفتُ وتذوَّقت ورأيت، العمى والصمم ليسا سيئيْن على الدوام، الأسوأ هو الضرارةُ بعدَ الكشف والطرش بعد السماع ❝

ـ ‏❞ هذه حياةٌ لا تستحقُّ أن تُعاش، يكفي التحليقُ بجناحين في السماء ومشاهدتُها من أعلى كفيلمٍ سينمائي أو كعرض مسرحي، والتَّعاطف مع الأبطال حدَّ البكاء، بعدَ ذلك نسيان كلِّ شيء كأنْ لم يكن ❝

#أبجد

#عمرو_دنقل

#فيلا_القاضي

#مراجعات_محمود_توغان

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق