❞ الطب الشرعي هو علم فك طلاسم وإشارات لا يقرأها إلا الطبيب الشرعي.. وبقراءتها يمكنه إيجاد لغة تواصل جديدة تُمكِّنُه من زيادة أعداد الشهود على الواقعة. ❝
❞ عِلْم الطب الشرعي علم فريد في ذائقته، متميز في ممارسته.. فلا يزهر إلا لمن عشق ثناياه، واحتضن معانيه، وعرف أنه بامتلاكه، فقد امتلك لغةً لا يملكها غيره.. وتعرَّف على وسيلة لا يمكن لأحد أن يستخدمها غيره. ❝
«حتى إذا بلغت الحلقوم »
حينها تشخص الأبصار ، وتجف الحلوق ، وتنعقد الألسن .
كيف يمكن لجثة أن تبوح بسرها ؟؟
فقط على طاولة التشريح تتكشف الأسرار ، و تصرخ الحقائق . من داخل غرفة على صغرها لم تضيق يوما بساكنيها ، فما عاد يشغلهم الدنيا ببراحها او ضيقها ،فموضع جسدهم هو آخر همهم ، فقط لتظهر الحقيقة ويورايهم مثواهم الأخير هو جل أمانيهم .
قصص تروى ، يرويها أبطالها ، والجمهور المصغي هنا فقط هو الطبيب الشرعي وهو طبيب اتقن فن الإصغاء وأجاد التبصر فما تقع عليه عيناه شاهد ودليل وحكاية خافتة وحده من يشاهدها ويرسم أحداثها ويتبين زواياها المتعددة .
ما بين حكايات تداولتها الأخبار ، عرفناها وعايشناها وكانت قضايا رأي عام ، وبين قصص حدثت وتحدث وستظل تحدث إلى قيام الساعة ، طافت بنا الكاتبة بين جنبات الموت ، القتل ، الإنتحار ، حوادث الطرق ، غدر الأحبة ، الخيانات ، وحتى الجرائم النفسية
ألغاز ساعد في حلها تيبس رمي ، أو اختناق ، ربما بقايا طلقات وحتى ورم نسيجي
❞ «أشعر بأن الهياكل العظمية في معملي لديها حكاياتٍ لتبوح بها، ويعتمدون عليّ لسماع بكائهم الصامت وهمساتهم وترجمتها للأحياء»
ويليام مابلز ❝
قد تحتاج إلى قليل من الشجاعة حتى تغوص بين صفحات الحكايات تتعاطف مع المقتول وتمقت القاتل وتشفق على الضحايا ، ولكن لن تترك الصفحات إلا وأنت تشعر أنما قد عكفت على شيء جميل أخذ انتباهك وغصت بدهاليز القضايا كأنك محقق جنائي استخلص الجواب من بين ثنايا اللغز وظفر بالنتيجة
❞ لا توجد إصابة غير مفيدة للطبيب الشرعي، ولكل علامة
على الجثمان رسالة. ❝
لغة الرواية سلسلة خالية من التعقيد وغلافها موحي بأحداثها ، لم تعتمد الكاتبة إلى مط غير ذي داعي .
أكثر ما أعجبني جدا كانت خاتمة الكتاب خمس صفحات من المتعة الأدبية فندت فيها خلاصة الأحداث والحكمة التي نشدتها وراء هذا العمل الأدبي .
الخلاصة أنه 👇
❞ «الناسُ نيامٌ فإذا ماتُوا انتبَهوا» ❝
اللهم لا تأخذنا في ساعة الغفلة 🤲