سقوط أزرق > مراجعات رواية سقوط أزرق > مراجعة Amr Abdelaziz

سقوط أزرق - أحمد مسعد
تحميل الكتاب

سقوط أزرق

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

من منا لم يحلم يومًا بالعودة بالزمن لتصحيح أخطاء الماضي؟ في رواية سقوط أزرق، يبدو الأمر في البداية عاديًا، لكنه يتحول بسرعة إلى رحلة غير عادية بكل المقاييس. كان "السقوط" هو التعبير الأمثل لوصف حالتي أثناء قراءة صفحات هذه الرواية. لقد قادني الكاتب إلى عالم فانتازي مليء بالتفاصيل، حيث شعرت بكل ما فيه من ضياع، وفوضى، وخوف.

تبدأ الرواية بهدوء وسلاسة، لتبدو وكأنها قصة اجتماعية ممتعة عن مجموعة من الأصدقاء. ولكن، سرعان ما يتحول هذا الهدوء إلى "السقوط"، ويبدأ كل شيء في التغير، لتسيطر حالة من الغموض والتشويق تتلون بالأزرق. تأخذنا الرواية في رحلة عبر الأزمنة، حيث يسعى البطل لإعادة الأمور إلى نصابها. ولكن، هل يمكنه فعل ذلك؟

تنوعت شخصيات الرواية بشكل لافت، لكن الشخصية الأقرب إلى قلبي كانت "رفيق". اسمه لم يكن مجرد صدفة بل عبّر بدقة عن دوره؛ فقد كان بالفعل نعم الرفيق في هذه الرحلة. أما بطل الرواية، فكان بدون اسم وكأن الكاتب أراد إيصال رسالة أعمق: أن بطل هذه القصة يمكن أن يكون أي قارئ يمر بنفس التجربة أو يعيش نفس المشاعر.

يعجبني كثيرًا عندما تندمج الألوان بالكلمات، فتشعر وكأن النص قد دبت فيه الحياة، تمامًا كلوحة فنية أضفت عليها الألوان رونقًا وجمالًا. هذا ما شعرت به وأنا أقرأ سقوط أزرق؛ فقد كان السرد متقنًا ويخدم الحبكة بذكاء، ويخلق توازنًا بين التفاصيل والوصف دون أن يثقل النص. كانت الأحداث تتلون بتعابير مشحونة بالعاطفة والغموض والصدمة أحيانا.

تصاعدت الأحداث مع مرور الصفحات، واتسع الخيال تدريجيًا حتى بلغ ذروته قرب نهاية الرواية. برع الكاتب في خلق حالة من الفوضى المتعمدة، التي ستشعر بها يا صديقي القارئ وكأنك تخوض التجربة نفسها التي عاشها بطل الرواية. قد تنتابك لحظات من التشتت، لكنها تظل جزءًا منطقيًا من هذا العالم الفانتازي المليء بالأسرار. فالفوضى هنا ليست عبثية بل وسيلة تجعلك تعيش القصة بكل تفاصيلها.

لو كان هناك درس تعلمته من هذه الرواية فسيكون: "الهروب لن يفيد، على الإنسان أن يواجه مشاكله بدلًا من الهروب منها، ربما الهروب يساعدك على النجاة، لكنها في الحقيقة ليست إلا نجاة مؤقتة!" حيث أظهرت الرواية كيف أن مواجهة الصعاب والتعامل معها هو السبيل الوحيد للنمو والتغيير الحقيقي.

كان غلاف الرواية مبهرًا بالنسبة لي، وزاد إعجابي الشديد به بعدما انتهيت من قراءتها. فهو ليس مجرد غلاف بل لوحة فنية تعكس تفاصيل الرواية بشكل رائع. لقد قرأت الرواية بشكل إلكتروني على تطبيق #أبجد ولكن بعد أن انتهيت منها شعرت أنني بحاجة لشراء النسخة الورقية للاحتفاظ بها كتحفة فنية تزين مكتبتي.

تحدثت كثيرًا عن العمل ورغم أنني حاولت عدم الخوض في تفاصيله أكثر من اللازم، إلا أنني أعتقد أنه قد حان الوقت للحديث عن كاتبه. أتابع الكاتب أحمد مسعد منذ وقت طويل وخلال قراءتي للرواية شعرت بوجوده. ليس كشخصية فيها، بل بروحه. كل تفصيلة صغيرة بدت وكأنها كُتبت بجزء منه، وكأن النص يعبر عنه بشكل شخصي للغاية.

من المنطقي أن تعبر أي رواية عن جزء من كاتبها لكن هذه المرة كان الشعور مختلفًا وأعمق. لدرجة أنه لو قرأت الرواية دون معرفة اسم الكاتب، لكان أحمد مسعد هو أول من يخطر على بالي أثناء القراءة، فأسلوبه وبصمته الأدبية كانا واضحين للغاية في كل حرف.

تقييمي للعمل: ⭐⭐⭐⭐

#سقوط_أزرق

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق