❞ إلى أي مدى يمكنك أن تثق في أقوال مريض نفسي؟! ❝
❞ تفتكر إن البني آدمين فعلًا ممكن يتغيروا! ❝
تساؤلان هما أفضل وصف للرواية المستفزة دي 😀
خلينا نبدأ بشخصية حسن شاب ثلاثيني لامع.. طبيب ووسيم وكلامه معسول ومنمق وذكي وكل ده واجهة لشخصية مريضة تهوى التلاعب بالآخرين في سبيل متعتها الشخصية، تحليل شخصيات الناس بالنسبة له لعبة ليها أصول وهوا أستاذ في اللعبة دي. طبعا هوا كان مكثف جهوده دي لاثبات وجهة نظر مريضة زيه ف ان كل البنات بتحب الشخصية المريضة اللي زيه وبتنجذب ليها..
حسن بيقرر إنه يروح للطبيب النفسي من غير معاد وبتتم الجلسة الأولى ليكتشف الطبيب انه أمام شخصية غير اعتيادية مالهاش قالب ولا حاكم.. هوا اللي بيحدد معاد الجلسات وهوا اللي بيقرر ينهيها وكمان بيبعت ناس هوا سبب في أذاها للعلاج عند نفس الطبيب (مفاجأة يافورزي مفاجأة😂😂)
وطبعا عشان السياق الدرامي ف طفولته كانت مشوهة وكان بيتعرض للتعنيف ونشأ نشأة غير سوية كانت سبب في كرهه للستات وخلق جنون السيطرة جواه اللي يخليه يعمل سباق بينه وبين نفسه وإنه يثبت لنفسهان في النهاية كل الستات طينتهم واحدة زي الست الوالدة وده كان بشكل او بآخر بيمتعه.. كونه صح وان توقعاته مابتخيبش وكدة..
شخص منافس من الدرجة الأولى في كل حاجة ولازم الكلمة الأخيرة تبقى ليه هوا.. ولكن الواضح انه شخص مؤذي بيتفنن في تحطيم غيره للمتعة أو لتعزيز واشباع حب السيطرة جواه.
-الكاتب هنا أبدع في خلق شخصية سيكوباتية مستفزة تخليك عايز تعرف نهايتها عايز تعرف هوا بيكدب ولا لاء.. عايز تعرف هوا فعلا شخص زي ده ممكن يتصلح ويتغير ولا لاء!
اللي ما عجبنيش إحساسى ان شخصية الطبيب كانت في النهاية بتخلق مبررات لشخصية حسن والشخصيات اللي زيه وازاي ان الراجل ياحرام معذور ومنساق ورا غرائزه الحيوانية وشهواته وأصله كصياد عشقه يطارد الفريسة وأول ما تقع في حباله متعته تنتهي ويدور على فريسة تانية! 🙄
مافيش بقى اعتبار لأخلاق ولا مبادئ ولا إرادة! وليه عشان نبرر خطأ راجل نشبهه بحيوان! هوا مش حيوان.. ده انسان اتميز بالعقل والمفروض التحضر اللي يخليه يترك صورته الهمجية الأولى.
وفي نفس الوقت اصراره على خلق مبررات لضحايا حسن رقية وسارة اللي كانوا مستفزين زي حسن بالظبط.. حصرهم في دور الضحية مع انهم مش ضحايا.. ودي يمكن الحاجة الوحيذة اللي اتقالت صح على لسان شخصية حسن.
- نيجي بقى لشخصية الطبيب 😬😅
عجبتني المنافسات الحوارية بينه و بين حسن واحتواءها على بعض التفسيرات النفسية الشيقة والممتعة ومستفزة بردو أحيانا.. ولكن ايه بقى السذاجة دي!
يعني المفروض انه دكتور ماحصلش وشاطر ازاي لم يشك في حسن وقناعاته المثالية الواضحة جدا! علاقته بحسن في رأيي مش مهنية.. كانت علاقة دكتور استفزته حالة غريبة وشخصية ذكية وغير نمطية حتى لو كانت مريضة وبتلعب ع حتة المنافسة والتفوق عنده كطبيب و مُحاور وحاول يغير حسن او يتبنى فكرة إنه قادر يصلحه! مع ان كل العلامات كانت بتقول انه حسن ماعندوش نية أصلا والموضوع كله ملل مش أكتر..
حاجة تانية ماعجبتنيش "تفصيص" الطبيب لرقية في أول جلسة ليها ومش مثلا عشان يدرس حركاتنا وإيماءاتها وتعبيرات وشها.. لاء تفصيص الشكل والجسم واللون والتقسيم (اللي هوا فيه اي ادوكتووور ما تتلم!)
-رواية شخصياتها مستفزة وده استفزني أكملها 😅
الحوارات بالعامية ولو كانت بالعربية الفصحي كانت هاتضيف رونق خاص..
بالنسبة لي هي جلسات بين طبيب نفسي وشخصية مريضة أكتر من رواية..
فيه تحليلات نفسية للشخصية النرجسية خاصة وشوية تحليلات نفسية عابرة عن الاكتئاب وغيره من الأمراض النفسية..غير طرح تساؤلات جدلية تصلح للمناقشات او الخناقات.
في النهاية ليست تجربة سيئة ولكن يوجد أشياء كثيرة لم أحبها أو اتفق معها في الرواية.
اقتباسات :
❞ كيف يمكن لتجارب عابرة بالطفولة أن تبقى تصبغ أفعال البشر ما تبقى من العمر! ❝
❞ تلك أحد الأوهام الجمعية.. أن نظن أن بعض أوجاعنا قد تزول بإلقاء حواديتنا على مسامع غريب ما..
لا ندرك أن الحكي أحيانًا قبل أن يحررنا يمنحنا إعادة معايشة ثانية.. وربما مزيدًا من الألم! ❝
❞ يبدو أن الانسحاب هو خيارنا الأول المتوارث منذ عصور البدائية البشرية.. مهما تغيرت أقنعته وتنوعت طرزه المتخفية.. ❝
❞ الحمقاوات هن من يعتقدن أن الحكي نوع من التوبة!!.. لا يدرين أن نصف الرجال يروون خطاياهم ككسب ماكر للثقة.. والنصف الآخر يروونها كاستعلاء ذكوري بمكاسب قديمة وأحيانًا كنوستالجيا لانتصارات الأمس..!! ❝
❞ هل أنا أخلاقي النزعة بالصدفة البحتة؟!
وهل أخلاقياتنا المزعومة هي محض ظروف مواتية للتنشئة السوية، وشرور الآخرين محض اتفاق عفوي من ملابسات القدر! ❝