حاجات قديمة للبيع: حكايات المهن المصرية المندثرة > مراجعات كتاب حاجات قديمة للبيع: حكايات المهن المصرية المندثرة > مراجعة BookHunter MُHَMَD

هل قرأت الكتاب؟

لا يوجد صوره

منذ أعوام ليست بالكثيرة - و مش بصغر سني و لا حاجه. شايفك ياللي بتمصمص شفايفك - كان تاجر الأشياء القديمة يمر تحت البيوت مناديا بصوت عذب: بيكييييييا و كانت كلمة واحدة محببة إلى نفوس الصغار لأنها كانت كفيلة بجلب لعبة بلاستيكية جديدة من بائع الروبابيكيا الذي يأخذ منهم أي شيء قديم يستغنى عنه البيت مهما كانت حالته حتى و لو كان معطوبا أو مكسورا ليعطيهم مجموعة من البالونات الملونة أو زمارة أو شبشبا بلاستيكيا جديدا و لامعا بل ربما طبلة أو لعبة حقيقية على شكل سيارة أو حيوان ما. انقرضت تلك المهنة لصالح تاجر الخردة الذي أصبح يمر بسيارة نقل مزعجة و مايكروفونا قبيح الصوت مرددا عشرات الكلمات غير المفهومة و المزعجة في الوقت نفسه لا تفهم منها إلا كلمة خردة و حينها سيأخذ روحك نفسها على أنها خردة مقابل حزمة من أكياس القمامة أو كيسا من مسحوق الغسيل الرديء في هذا الزمن الأشد رداءة.

انقرضت المهن التي لا محل لها من الإعراب الأن لصالح الحداثة المقترنة بالقبح و لصالح المادية المتوحشة التي تطعمنا و تأكلنا في الوقت نفسه.

هذا الكتاب يحدثنا عن بعض هذه المهن حديث لا يخلو من طرافه مع رصد تاريخي رصين مشمولا بمكان تلك المهن من التوثيق الفني في الوجدان الشعبي. و بلغة رشيقة غير متكلفة الفصاحة و لا مبتذلة و بسرد أدبي لا بأس به سنعرف عن بعض المهن التي لم نظن أبدا أنها كانت موجودة.

Facebook Twitter Link .
أوافق
اضف تعليق