نور الشهدي باحث آثار وصديق لأسير في سجون الاحتلال. في أثناء قراءته لرواية شيفرة دافنشي لدان بروان قبل إرسالها لصديقه جذبه موضوع مريم المجدليّة ومحاولة دان في تغريبها فيبدأ هوسه بالمجدلية وتجلية حقائق ارتباطها بالمشرق الفلسطيني.
يجد نور في جيب معطف اشتراه من أحد الأسواق هوية شخص إسرائيلي ليقوم بانتحال شخصيته بعد ثلاث سنوات للتسلل داخل بعثة تنقيب عن آثار في موقع قريب من موقع أراد استكشافه لملاحقة تاريخ المجدلية وتدعيم متن روايته عنها الزماني والمكاني والوصفي.
تسري الرواية بنا في شخصيتين -نور وأور- في رحلة تجلّي لمعالم الهوية والملامح والتأرجح بين عالمين ليصل نور بالنهاية إلى نوره المتمثل بسماء الفتاة الفلسطينية الجريئة الواضحة التي رأى نفسه وفخره من خلالها و ليشعّ نور المجدلية في حلم ومسيرة أعلام أنهت حيرة وتشتت نور وعبثه المُغامر وأوصلته لهويته الحقيقية.
رواية شيّقة وقد فازت بجائزة البوكر العربية ومما يثير دهشة القارىء قدرة الكاتب وغنى ثقافته بمعلومات هو غائب عنها في غياهب الأسر بسجون الاحتلال. فقد قدّم تحفة فنية يعاني منها الشعب الفلسطيني كافة من خلال رواية داخل رواية وشخصيتين متناقضتين تحاورا تجادلا و تجرّدا من جميع المفاهيم المكتسبة للوصول للحقيقة الجلية.