لأكون صريحا فقد قرأت لبلال فضل لأحضر لقائه الذي عقدته أبجد، وأتمنى بجد أن أكون من الحاضرين المحظوظين. ولأستهل مراجعتي هذه، فليسمح لي محمد شكري، أن أستعير عنوانه "وجوه" لتلخيص هذه الصفحات كلها، فهي وجوه من حياة بلال بين مصر ونيويورك. منها ما هو من الماضي البعيد أو حتى القريب. يجد القارئ نفسه قريبا من بلال كصديق حميم. يحكي لك بشكل عفوي.
يحكي لنا بلال عن المتشدقين بأنهم لا يقرؤون الروايات، ويتخصصون في مجالات جافة، متلاعبين بمصطلحات تقنية. وعن جانب منه هو "حرامي الكتب" في صغره. قرأت مراجعة لصديق واكتشفت أن بداخل كل قارئ حرامي متطفل، لا يهم إن كانت سرقة مباشرة أو استعارات كتب بالمرة. وعن فندق الرجال فقط، الصغير الحجم الذي يفضله الناس على حياة الشارع، وكيف وقف في وجه التطور، وإغراءات المال لبيعه. نرى أيضا من ساحة هايد وجوها منها المسلمين والمسحيين والمتطرفين وحتى شيطان الهايد بارك. وقاهر العفاريت وكذا تجربته مع الأمل السهل التي تشبه تجربتي بشكل دقيق. كل هذا وأكثر بمتعة متصاعدة ومتذبذبة