الباقي من الزمن ساعة > مراجعات رواية الباقي من الزمن ساعة > مراجعة Ayda Zarrouk

الباقي من الزمن ساعة - نجيب محفوظ
تحميل الكتاب

الباقي من الزمن ساعة

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"الباقي من الزّمن ساعة" ..

واحدة من أبرز روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ، حيث يواصل من خلالها تصوير الحياة الإجتماعيّة والسّياسية في مصر بأسلوب أدبي راقٍ ومميّز. تعتبر هذه الرّواية جزءًا من مشروعه الكبير في توثيق التّحولات المجتمعيّة، والتّغيرات التي طرأت على الشّخصية المصريّة في ظلّ الأحداث السّياسية الكبرى، مثل ثورة 1952 وتداعياتها.

تتناول الرّواية حياة عائلة مصريّة من الطّبقة المتوسّطة، تعيش في القاهرة وتتعامل مع التّحديات اليوميّة والتّغيرات الإجتماعيّة والسّياسية التي تعصف بالبلاد.

من خلال سرد متقن وواقعيّة واضحة، ينقل نجيب محفوظ أجواء الحياة في تلكـ الفترة، حيث يتشابكـ الخاصّ بالعام، وتنعكس التّحولات السّياسية على العلاقات الإنسانيّة والأسريّة. الأحداث مليئة بالتّفاصيل الدقيقة، التي تظهر التّوتر بين الأجيال المختلفة، حيث يصارع البعض للتّمسكـ بالقيم التّقليدية، بينما يبحث الآخرون عن هويّتهم وسط عالم متغيّر. الزّمن هنا ليس مجرّد إطار زمني، بل شخصيّة خفيّة تضغط على الجميع، تدفعهم للتّغيير أو الإستسلام.

تميّزت الرّواية بعمق شخصيّاتها، حيث قدّم محفوظ نماذج مختلفة تعبّر عن التّناقضات والصّراعات التي تعيشها مصر في تلكـ الفترة. الشّخصيات ليست مثاليّة، بل هي اِنعكاس حيّ للواقع، بعيوبه وضعفه وقوّته. كلّ شخصيّة لها مسارها النّفسي والإجتماعي، ممّا يجعل القارئ يرتبط بها ويعيش أزماتها كما لو كانت حقيقيّة.

لغة نجيب محفوظ في هذه الرّواية تمتاز بالبساطة والعمق في آن واحد. الجمل القصيرة الواضحة تفتح أبوابًا لفهم أعمق للمشاعر والأفكار التي يطرحها. الأسلوب السّردي يعكس نضج محفوظ الأدبي، حيث يمزج بين الواقعيّة الحياتيّة والنّظرة الفلسفيّة للوجود، ممّا يجعل القارئ يتوقّف أمام بعض الجمل ليتأمّل مغزاها.

الرّواية تحمل تساؤلات وجوديّة حول معنى الزّمن وتأثيره على الإنسان، كما تطرح رؤى نقديّة للمجتمع المصري في فترة ما بعد الثّورة. يعبّر محفوظ من خلالها عن قلقه تجاه التّحولات الكبرى، وما تسبّبه من اِغتراب وفقدان للهويّة. لكنّها في الوقت ذاته تعكس أملًا خفيًّا في قدرة الإنسان على التّكيف والصّمود.

"الباقي من الزّمن ساعة" ليست مجرّد سرد لتاريخ مرحلة ما، بل هي مرآة تعكس صراعات إنسانيّة تتجاوز الزّمان والمكان.

بأسلوبه العبقري، اِستطاع نجيب محفوظ أن يقدّم عملًا أدبيًّا يلامس القلوب والعقول، ويثير تساؤلات عميقة عن الزّمن، التّغير، وما يبقى من الإنسان حين تتغيّر كلّ الأشياء من حوله.

رواية تستحقّ القراءة لمن يبحث عن أدب يحمل أبعادًا إنسانيّة وفلسفيّة عميقة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق