الرواية مُربكة وغريبة وأحداثها كشريط ذكريات عابر أمام من يواجه الموت.. ليس لها ترتيب ومعظمها غير مفهوم سببه ولكن الحزن هو المسيطر على أجواء الرواية..
السيد هو بطل الرواية.. موجود كنزيل مجهول الهوية في إحدى المستشفيات الحكومية وتبدأ معه رحلة الذكريات المؤلمة.. رغم تحقيقه لنجاحات لم يكن يحلم بها إلا أنه فقد في مقابلها أشياء قد تبدو بسيطة أشياء غير مادية ربما جعلته حبيس ذكرياته في مرحلة في محاولة بائسة منه لفهم ما الخطأ الذي ارتكبه!
-الحقيقة أنا لا أفهم المغزى الكامل من الرواية لكن في نهايتها تأثرت جدًا.. اكتملت قصة حياة السيد وفهمت..
في بداية نقلة كبيرة في حياة السيد من حياة الفقر للثراء.. تعرض لألم الفقد تباعًا أمه ثم والده.. قسوة مشاعر الفقد والإحساس بالذنب أنك لم تفعل ما بوسعك ليحظى أحبتك بأفضل شيء.. والأقسى هو الإستمرار بعد فقدك من كانت الحياة مستمرة بهم ولهم.
أن تعيش حياة الظاهر فيها أنك حققت كل ما يتمناه أي شخص ولكنك وحيد تعاني وفي المجمل الحياة التي يعيشها رغم أنها مُترفة إلا أنها بائسة.
-لم أفهم شخصية الزوجة بتاتًا.. وكرهتها وكرهت تربيتها لأولادها وقسوتهم وقسوة مافعلوه..
شخصية السيد شخصية مسالمة وفي أغلب الأحيان مُستسلم ولا أعلم لماذا!
كان بيده تغيير الكثير ورفض الإستمرار في حياة لا طائل من وراءها ولا مكسب غير الألم ووجع القلب لكنه لم يفعل! اختار ندب حظه والاستمرار في العمل..
فكرة أن يضيع كل شيء هباءً كانت مُعصبة بالنسبة لي.. ولكن أعتقد إن الكاتب أراد تسليط الضوء على فكرة إن مهما كانت النجاحات المادية فهي لها ذروة يتبعها سقوط وتردي وأن الأشياء المهمة هي أشياء أبسط من كل ذلك بكثير.
رواية حزينة وغريبة وقاسية.. إسمها غريب وغلافها غريب.. ستتركك بشعور دفين بالحزن.
اقتباسات :
❞ ولا يهزم الزمن أي شيء، بل تُهزم الأشياء بهَجْر أصحابها لها. ❝
❞ الكلاب لا ترى قوس قزح، فلو أن كلبًا واحدًا فقط رآه، وأدرك أنه رأى ما لن يراه غيره، فستكون هذه اللحظة هي ذروة حياته، وسيعيش حياته يستعيد تلك اللحظة، يحكي عنها، يكرِّر تفاصيلها، يُضيف إليها ويحذِف منها حتى يصل إلى قصة مثالية تناسب تفرُّد اللحظة التي عاشها. لكن مشكلة الذروة أن ما بعدها لا يكون إلا الهبوط، ليس إلا الانحدار من الذروة إلى القاع. ❝
❞ أريد شيئًا أتشبَّث به بعد أن مات كل ما يمكن أن أتشبث به، ولا أعرف هل أنا والد لأحياء فيحق لي التشبث بهم وإلقاء ثقلي عليهم؟ ❝
❞ بات السيد وحده، نخلة خاوية في بيت مسلح لا تصل إليها الرياح فتكسرها، ولا تعرف كيف تمد جذورها إلى الطين لتمتص منه الغذاء والونس. ❝
❞ قلبي فارغ يا أمي.
لا أعرف من أضع فيه ومن أنزع عنه. كتفي صار ثقيلًا، أحمل عليه عبئًا لا أراه لكن أشعر به. كأني أحمل السماء على رأسي، أشعر بثقل كل ما فيها وأنا أمشي. أتحرك كأني أمشي في سائل لزج كثيف القوام. أدفع جسدي كي يتحرك لكن كل التفاصيل تكاثفت فصار الهواء جدارًا من الصخر. ❝