ميت مطلوب للشهادة: حكايات من أروقة الطب الشرعي

تأليف سمر عبد العظيم

نشر سنة 2023

207 صفحة

دار دون للنشر والتوزيع

قراءة إلكترونية علي ابجد

التقييم خمس نجمات

الخمس نجمات للفكرة المختلفة والمعلومات الجديدة التي افادتني جدا

@@@

تأسرني القصص ويأسرني الغموض والتشويق ولطالما أعجبت بقصص القرآن خاصة قصة نبي الله موسي وبقرة بني اسرائيل والميت الذي بُعث ليقول من قتله.

عندما كنت صغيرة فُتنت بالطب الشرعي والدكتور محمد حجازي في السلسلة المعروفة ملف المستقبل لـ دكتور نبيل فاروق رحمه الله, ذكرتين هذه القصص بتلك الأيام مع اختلاف جوهري ان الكتاب هنا يحكي قصة ويعطيك معلومة

كل قصة تحكي جريمة ما وهناك دائماً مظلوم, تساءلت ماذا لو قام الميت كما في قصة موسي وبقرة بني اسرائيل وقال:. من قلتني هذا... واشار إليه

«ميت مطلوب للشهادة» محاولة لاستخدام القصص؛ لمساعدة القارئ على أن يفتح أفقه ليسأل السؤال الجيد، ولا يقبل إلا الإجابة الجيدة.

من خلال سبعة عشر قصة تتنقل بنا الكاتبة بين منتحر وقتيل وقتل خطأ وتفاوتات وأوجاع واضطرابات نفسية

اعجبني التنوع في القصص وتقريبا لم يكن هناك اي تكرار, والكاتبة نوعت الحكايات لتلم بجوانب الموت كافة من قتل زوج لزوجته بـ رميها من فوق السطوح , او الثأر الذي لم يكن سوي قتل خطأ, أو الموت في هجرة شرعية أو غير شرعية والتمسك بالفراغ, الموت سياسياً أو الموت في محاربة طواحين الهواء , موت بسبب الحقد وليس الزلزال.....

* اللغة فصحي سلسلة جميلة

* الوصف والسرد سهل وبسيط ومتقن

* الحوار كان قليل لكنه في مكانه الصح

* اعجبني المعلومات في نهاية كل قصة

* الاقتباس في بداية كل حكاية كان له دلالة وعبرة وعجبني جدا

في المجمل الكتاب جميل وخفيف بالرغم من موضوعه المقبض لكن ستجد نفسك تلتهم صفحاته ولا تستطيع تركه الا مع نهايته

أرشح الكتاب للقراء

# اقتباسات

"عِلْم الطب الشرعي علم فريد في ذائقته، متميز في ممارسته.. فلا يزهر إلا لمن عشق ثناياه، واحتضن معانيه، وعرف أنه بامتلاكه، فقد امتلك لغةً لا يملكها غيره.. وتعرَّف على وسيلة لا يمكن لأحد أن يستخدمها غيره.

" الذكاء ليس كله من الممكن اصطناعه.. وبعض الذكاءات لا تُتوارث ولا تُدرَّس، ولكن تُعاش، ولا تنمو إلا حين تُروى

" الماء يثقل جسدي، فسقطت وقد تركت حافة المركب في استسلام..‫ كنت قد تشبثت به ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ.. أسمع صوت صراخ الغرقى من حولي وصوت الماء المختلج بالنفس وأصوات استغاثات تخبو تحت صفحة المتوسط حتى أتى الليل الأول، فاستحالت الاستغاثات لدعاء لا ينقطع، وأرواح تتشبث بخالقها وتوسلات وبكاء.. لا أدري إن كان البكاء خوفًا من الموت أم بكاء قهر من حياة عاشوها في فقر انتهى بهم على سطح مركب في وسط البحر.. ووعود بتغيُّر الحال إن وصل إلى المَرْسَى في أوروبا.. لكنه لن يصل أبدًا.

‫ «من الصعب أن تتعرف على الشيطان وهو قابع على كتفك، فالشخص السيكوباتي ليس إلا إنسانًا طبيعيًّا قبل أن يصبح اسمه في عناوين الأخبار»‫ بكي ماسترمان

أسمع صوت الطبيب الشرعي يسأل عما أمسِك به في يدي.. أتذكرني وقد استسلمتُ للموج.. أتذكَّر الماء يتدفق ليملأ كل فراغات جسدي سريعًا فيُثقلني وأهوي إلى القاع بثقلي.. أتذكر شعور الندم.. «لا أريد أن أموت.. فأنا لم أحيَ بعدُ»، أسارع لأتمسَّك بأي شيء حولي، أفتح يدي وأطبقها في هلع فتطبق على خواء.. وماء.. وعوالق البحر.. أرأيت سيدي يدي فارغة اليوم رغم ما عَلِق بها.. فارغة كما عشت بها.. فارغة

"حقًّا كنتُ قد أفنيتُ عمري من أجل هجرة ظننت أنها ستنتشلني أنا وحملي الثقيل من تحت وطأة المجهول.. ها أنا الآن في وسط المجهول.