ميت مطلوب للشهادة: حكايات من أروقة الطب الشرعي > مراجعات كتاب ميت مطلوب للشهادة: حكايات من أروقة الطب الشرعي > مراجعة دينا ممدوح

ميت مطلوب للشهادة: حكايات من أروقة الطب الشرعي - سمر عبد العظيم
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

للمو.ت رهبة لا يمكن نكرانها.. هكذا أقول دائمًا أن المو.ت يهذبنا، رائحة المو.ت تعيد تكويننا، الفقد يجعلنا ننضج ونشعر بقيمة الأشياء ونراها من منظور مختلف تمامًا.

هل فكرت يومًا أن تتحدث مع ميـ .ت؟ تعرف شعوره؟ حياته كيف يراها الآن؟ لمن يشتاق ومن يكره؟ هل يعرف من الأصل معنى الكره الآن في تلك الحياة الأبدية؟ الكثير والكثير من الأسئلة نبحث عن إجابة لها ولكننا لم نجد.

ما الحل إذا وجدت كتاب يجيب عن بعضه؟ ربما ليست بتلك النظرة التي تنظرها حقًا، ولكن بنظرة قريبة للغاية من الواقع والحقيقة الوحيدة التي سنعيشها جميعًا يومًا ما.

في كتاب ميـ .ت مطلوب للشهادة للكاتبة والطبيبة الشرعية سمر عبد العظيم نذهب في رحلة من نظرتك من أعلى إلى نظرة في العمق، داخل الحدث ذاته، يحتوي الكتاب على سبعة عشر قصة حقيقية، بطلة المـ .يت ذاته الذي جاء على طاولة التشر.يح في وقته المحدد كما كُتب له، ليحكي لنا حكايته التي جاءت به إلى هنا، البعض لا يتذكرون ولكنهم يحاولون، حتى نعرف النهاية.

على طاولة التشر. يح تتوالي الجثا. مين، وتختلف الحكايات ولكن النتيجة واحدة، المو.ت كان النهاية، والطبيب الشرعي عين ثاقبة تبحث عن التفاصيل، فكما يقال الشيطان يكمن في التفاصيل.

التفاصيل في كل جثما.ن كانت تحكي عن حياة كاملة وحادث بتفاصيل مرتبة، وربما منسية في بعض الأحيان.

استطاعت الكاتبة أن تأخذنا بطريقة متدرجة لفهم قصة كل شخصية من أبطال القصص، هل تخيلت يومًا أن تقرأ قصص أبطالهم مو.تى؟ هذا الكتاب كان مختلف في كل شيء، في كيفية السرد في الأبطال في النهايات، لن تجدها قصة كما قصص الحكايات التي نقرأها دائمًا في الكتب، ولكنها قصص حقيقية لدرجة القسوة، فبعضًا منها أقشعر بدني وأنا اقرأها والبعض الأخر بكيت، بعض الأشخاص لم تكن تستحق هذه النهاية أبدًا، ولكن هكذا هي الحياة، غير متوقعة!

أحببت للغاية فكرة أن الطبيب الشرعي يستطيع الاستماع للجثا.مين التي جاءت أمامه، وكأن هناك صلة خفية بينهم تظهر هنا فقط حتى تُكتشف الحقيقة وبعدها تصم الأذان وتنتهي الحكايات كما حدث في كل قصة.

أحببت الهامش الذي وضعته الكاتبة في نهاية كل قصة والذي كان مختلف حتى مع تشابه بعض القصص أو كيفية القت.ـل أو المو.ت فيها ولكنه كان إضافة ثرية للمعلومات الموجودة في الكتاب ومنها البعض عرفته لأول مرة.

بالمناسبة ذكرني الكتاب للغاية بواحد من مسلسلاتي المفضلة وهو CSI الذي كان من عوامل كشف الأحداث الجنائية فيه الطب الشرعي والمعمل الجنائي.

من أهم النقاط التي لفتت انتباهي أن الكاتبة والطبيبة الشرعية تؤكد على أن لا هناك شيء هو سيد الأدلة، ولكن من الضروري الأعتماد على عقيدة التثليث، والتي تجمع فيها ثلاثة دلائل مؤكدة معًا حتى يكون هذا هو سيد الأدلة، اعتقد ان هذه العقيدة ستجعل الكثير من القضايا تنقلب رأسًا على عقب ويصبح بعض الجنا. ه ضحايا والعكس صحيح.

يجب أن أشيد بلغة الكاتبة التي على الرغم من قسوة الحدث والشخصيات في الكتاب ولكنها عرفتني عليهم بطريقة جزلة ولغة ناعمة وقوية في الوقت نفسه، اعتمدت بشكل أساسي على السرد مع وضع الوصف والحوار في محله وعدم الاستفاضة في استخدامه بما يتناسب مع أفكار كل قصة، أحببت لغتها ومفرداتها جدًا وبالتأكيد سأود أن أقرا لها مرة أخرى في أشكال كتابة مختلفة.

أما عن الغلاف فكان إلى حد كبير فارغ لم يخدم الكتاب بشكل ما، ولكن العنوان قام بهذا بكل تأكيد.

كنت أود أن تكون الحكايات أكثر، كنت أود أن استمع لهؤلاء أكثر، مع اختلاف الشخصيات واختلاف حكاياتهم ونهايتهم.

اقتباسات:

"«في الطب الشرعي كل شيءٍ قرينة، وكل قرينة هي حلُ محتمل»

‫ جيفرسون باس"

" قضيت عمري كله مسجونًا بين سجن عار لم أقترفه إلى سجن فضل لم أستحقه، إلى سجن نفس لم تتعلم يومًا أن تحيا حُرَّة."

"أحببتك حتى احترق البصر وماتت البصيرة.. أحببتك حتى لم أعد أرى سوي صورتك التي رسمتها في وجداني، فغابت عني حقيقتك."

"الطب الشرعي هو علم فك طلاسم وإشارات لا يقرأها إلا الطبيب الشرعي .. وبقراءتها يمكنه إيجاد لغة تواصل جديدة تُمكِّنُه من زيادة أعداد الشهود على الواقعة. الدماء في مسرح الجريمة ما هي إلا شاهد صامت على وقعة عنيفة يحتاج فقط أن يجد من يستنطقه."

"«لا يوجد عشق يساوي العشق الذي تعيشه وأنت تُغيِّر قناعات أحدهم»

‫ هربرت جورج ويلز"

"‫ في بعض الأحيان بعض المشتبه بهم وبخاصة هؤلاء الذين لا يتمتعون بذكاء متقد، وبعض هؤلاء أصحاب صعوبات التعلم يصيبهم الإيحاء بكثير من التوتر، فلا يستطيعون التفرقة بين الأفكار الحقيقية المستخرجة من الذاكرة، وتلك التي دخلت بفعل الإيحاء.."

"تعلمنا في البحث العلمي ما يسمى بـ«التثليث»، وهو أن كل معلومة وجب التأكد من صحتها من مصدرين آخرين.. وعليه فلكي نُدِين جانيًا فالاعتراف وحده يجب أن يُثلَّث بأدلة جنائية، وفي أحيان كثيرة تحقُّق الدافع أو معلومات أخرى.

‫ فلا يوجد سيد للأدلة الآن، فكل الأدلة تحتاج لـ«تثليث»."

"في الطب الشرعي النفسي لا بد للطبيب أن يُقرِّر مدى مسئولية المريض عن جرمه.. ومدى قدرته على المثول أمام المحكمة.. ففي عُرْف الطب الشرعي النفسي المريض إما غير مسؤول عن فعله، وإما هو مجرم مسؤول.. ولبيان ذلك فإن التشخيص مهم جدًّا."

"هكذا هو إذًا ما يُسمُّونه شريط الحياة.. فقد رأيته كله في لحظة واحدة.. عمر كامل يتجلَّى كطبقات فوق بعضها، متلافيةً عنصر الزمن تمامًا كالحلم، هكذا كانت لحظة الموت.. عشتها كعمر كامل، وكأني في مراجعة سريعة لحلم عشته قبل الامتحان.".

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق