شخصياً كنت فاقداً للأمل في أن أقرأ رواية مُحكمة تنتمي لأدب الجريمة خارج نطاق الروايات الأجنبية المترجمة. غالبية روايات الجريمة المحلية تنتهي بك الى مهزلة ادبية تثير الضحك من سذاجتها سواء على مستوى الحبكة او ختام الرواية. ( الحفل الأسود ) خالفت توقعاتي المسبقة واستطاعت ان تجبرني على الاندماج معها وانهائها في جلسة قراءة واحدة. شيء لا اصدقه شخصياً حتى لحظة كتابة المراجعة.
تتميز الرواية بالأتي:
- حبكة جيدة جداً تدور فيها الجريمة داخل مكان واحد فقط وحول ستة أصدقاء ينتمون لمهنة واحدة أيضاً بالإضافة للجثة محل الجريمة وضابط التحقيقات.
- سرد يدور حول التحقيقات في الجريمة ويقطعها مشاهد من حياة الأصدقاء الستة على طريقة Cut Scenes لمعرفة خلفيات كل منهم وتاريخهم الشخصي والمهني.
- شخصيات مليئة بشرور وخطايا ترتدي ثوب الملائكية ممثلاً في البالطو الأبيض المميز لأصحاب رسالة الطب.
- نهاية على درجة كبيرة من الجودة ومرضية وعادلة جداً.
هناك بعض المآخذ من ضمنها:
- معلومة طبية تم تقديمها بشكل خاطىء لكن في تقديري الشخصي انها جاءت مقصودة نظراً لان الأحداث طرأ عليها بعض العشوائية والصدف التي كانت في صف الجاني وخدمته بشكل كبير كما ذكر بنفسه في نهاية الرواية.
- بعض الأخطاء اللغوية والاملائية التي تحتاج للمراجعة .
في الختام نحن امام رواية جريمة جيدة جداً قليلاً ما اقرأ مثلها وسط قدر كبير من روايات اخرى ساذجة مليئة بثغرات فاضحة وعيوب تنسف مبدأ الجريمة من الأساس.