بينما تنمو أشجار الليمون .
الكاتبة / زُلفى درويش .
ترجمة / أميمة صبحي .
دار النشر / صفاصفة للنشر .
عدد الصفحات 473 صفحة .
التقييم / 5/⭐⭐⭐⭐⭐
قرأت رواية بينما تزهر أشجار الليمون لـ زُلفى درويش ضمن تحدي أبجد للقراءة لهذا الموسم 2024، فكانت من أكثر الروايات التي تأثرت بها وظل موضوعها وأبطالها عالقين في ثنايا الذاكرة لأنها تتحدث عن واقع مرير عاشته سوريا وشعبها لفترات طويلة ،في فترة حكم الديكتاتور بشار الأسد ومن قبله والده المجرم حافظ الأسد .
فالرواية تتحدث عن شابة سورية اسمها سلامة ابنه مدينة حمص ،والتي انقلبت حياتها فجأة حينما شارك والدها واخوها ضمن مسيرات ضد النظام وفقدتهم على أثر ذلك ، فأصبحوا سجناء لدى السجن الملعون سجن صيدنايا ،ومن ثم فقدت والدتها وزوجة اخيها بقصف همجي دموي ، لكنها أبت إلا أن تبحث عن والدها واخيها في السجون ، حتى عرفت بالنهاية بموت والدها داخل السجن وتمنت موت شقيها حتى يرتاح من العذاب .
سلامة كانت تقوم بدور الطبيبة الوحيدة في مشفى المدينة وتتعامل مع المصابين والأموات ، تعلمت الكثير من الجراحة أثناء عملها في المستشفى ؛لمساعدة من اضطر للبقاء في مدينتها المحاصرة ، هذا ما جعلها في صراع مع نفسها بين مغادرة سوريا أو البقاء بالجحيم .
حبٌ كان مقدراً لها في الماضي وتتطور المشاعر ويصبح حب أعمق وأقوى تحت ألة الحرب والخوف ، يغير نظرتها للأمور ومن ثم تقتنع بالهجرة من البلاد ، فكان هذا الحب بمثابة طوق نجاة لها .
الرواية تخطف الأنفاس وتجعلك تعيش الواقع كما لو كنت في نفس الحدث ، وتجعلك تكمل القراءة من سطورها الأولى إلى النهاية .
ينما تنمو أشجار الليمون هي عمل أدبي ذو لغة وأسلوب قوي، توفقت فيه الكاتبة لأنها تحدثت عن الواقع بكل شفافية (الصدمة واليأس والفقد، وعن الحب) ، وعن الممارسات التي يستخدمها جيش النظام من تعذيب وقهر وقصف ودمار وحصار .
الخبر الذي هز الأركان وأثلج الصدور هو سقوط الطاغية بشار الأسد على يد المعارضة السورية في هذه الفترة وهربه من البلاد ، الآن يمكننا القول بأن أشجار الليمون يا سوريا ستنمو وتزهر من جديد ، زهر الحرية برائحة الانتصار وستستقبلين عاماً جديداً وولادة جديدة .