مجموعة قصصية جميلة تمتلئ بالدفء والشجن على تنوع موضوعاتها لكنها كلها تتفق على رواية جانب إنساني من حيوات أبطالها طال أو قصر ، حكايات إنسانية بديعة تتسلل إلى الروح سواء كانت شقية أو هانئة.. يختلط فيها الأمر على القارئ لا يعرف ان كانت هذه القصص سيرة ذاتية أم قصص من خبرات ومواقف للمؤلف مر بها (وهو الاغلب في ظني ) او من وحي أفكاره بالكامل ، حتى أني أظن أن العنوان الأنسب للمجموعة هو "سيرة العابرين".. سيرة من عبروا في حياة المؤلف .
غلاف الكتاب كذلك جاء خلاقا ، ومع ما فيه من جلال، أحسبه ينطق بروح الكتاب ، حيث تنظر بطلته من شباكها لتطل على قصص هؤلاء العابرين ولو لم تكن هي بطلة قصصهم .
لم يعجبني أمران بالرغم من ذلك . أولاً الإفراط في القصص متناهية القصر، والتي هي اشبه بومضات تترك لقارئها الخيال لاستكمالها أو تخيلها على غرار اللوحات التجريدية ، لكن في كثير من الاحوال انتهى الأمر إلى كونها مجرد قص للمحات او طرفات لمجرد الإضحاك (إفيه) . ثانيا هو اللغة البذيئة بشكل مفاجئ في قصة او قصتين دون اي مبرر ربما افسد علي محاولة اقتراح المجموعة لقريب حديث السن ، واعتقد انه من المهم التنويه في صدر المجموعة عن ذلك .. اعلم ان استخدام ألفاظ بذيئة هو نمط في أسلوب بلال فضل للاقتراب من لغة الطبقة التي تستخدمها ولأنه اصبح واقع حياة في مصر ، لكن في هذه القصص تحديدا لم ار مبررا لاستخدام مثل هذه الألفاظ وكان يمكن بسهولة استبدالها دون اخلال بالمقصود بعكس رواية ام ميمي مثلا التي لا يمكن فيها الاستغناء عن الألفاظ القبيحة