❞ هذة الرواية يمكن أن تقرأها بعد أن تقرأ «فتاة من الشرق» وتعتبرها امتدادًا طبيعيًّا لها.
ويمكن أن تقرأها ثم تقرأ «فتاة من الشرق» فتصبح كأنك عرفتَ شخصًا في حاضره وبعدما أصبحتما صديقين يجلس معك في يومٍ ويفضي لك بحكاياته وتفاصيل ماضيه الذي ما كنت تعرف عنه إلا شذراتٍ قليلة.
ويمكن أن تقرأها دون أن تقرأ «فتاة من الشرق» وتعتبرها رواية مستقلة لا امتداد سابق لها فكل ما تحتاجه لتفهم الشخصيات وتتعايش مع الأحداث موجود بالفعل بين دفتي هذه الرواية. ❝
-هذا ماقالته الكاتبة عن الرواية التي لو قرأتها حتمًا ستجد بها ما يعجبك أو يؤثر فيك.. مختلفة في رأيي عن حكاية "فتاة من الشرق".. كل من الروايتين له رونق مختلف فالأولي غالب عليها الطابع التاريخ السياسي والمأساوي.. أما هذة الرواية فيغلب عليها الطابع الاجتماعي في مصر وتناول حياة مِيري بها بعد أن استقرت عائلتها فيها في الفترة ما بين عامي ١٩١٢ ل ١٩٧٣.
- ستعيش مع مِيري مراحل عمرها ومحطات حياتها المختلفة.. مِيري المراهقة الرقيقة التي سرعان ما اندمجت في المجتمع المصري حتى سمت نفسها "نعيمة" وللأسم حكاية جميلة.. ثم هي كزوجة وأم وجدّة وكل ماتنطوي عليه كل مرحلة من المراحل من اختلاجات النفس واضطرابات ومشكلات تأقلمها مع عائلة مصرية كاملة (عائلة الشيخ سلامة) مشاعر كثيرة ومظاهر لمعيشة الطبقة المتوسطة المصرية في هذا الوقت.
-الرواية مختلفة قليلًا عن حكاية عائلة شركسية.. لأن جزء كبير منها كان عن عائلة الشيخ سلامة وأبناؤه..
الشيخ سلامة حفيد الولي إبراهيم الذي تتلمذ على يد المرسي أبو العباس (عرفت لمحات عن قصته ولم أعرف أن أصله أندلسي من قبل)..
الشيخ سلامة يمثل نموذج الأب المصري المثالي والمثالية هنا ليس معناها أنه لم يخطأ.. لكنه نجح في بناء عائلة رغم الخلافات بينها إلا أنهم كانوا متماسكين وكيان واحد.. أب مُتفهم وحنون لا يهمه في الدنيا شيء سوى أن يتوافق الأبناء وألا يدخل بينهم شيطان الخلاف مما جعله يحابي ولد على آخر في بعض الأحيان.. لكن كمعظم الآباء كانت أخطاؤه غير متعمدة وغير مقصودة وكانت نيته الأولى والأخيرة ألا يختلف أبناؤه ويكره بعضهم بعضًا.
-شخصية (محمود) زوج مِيري كانت في البداية مستفزة بالنسبة لي كرهت طيبته التي وصلت حد السذاجة.. ونقاؤه وسلميته ولكن سرعان مع تقدم الأحداث ما رأيت شخصيته من وجهه نظر أخرى جعلتني أقدر نفس الخصال التي كرهتها في شخصيته من البداية..
فكان زوجًا لينًا وأبًا حنونًا وكانت مكانته كأخ اوسط بمثابة الصمغ الذي يجمع أجزاء العائلة معًا خلال كل خلاف.
- هناك بعض الأشياء التي ضايقتني خلال قراءتي مثل القفزات السريعة والكبيرة في الزمن.. تجاهل شخصيات مثل تيمور الذي وددت لو كان هناك حوار له مع نفسه أكثر مما ورد.. وفاطمة التي كانت شخصيتها متوقفة على جهلها باللغة العربية.. وشخصية حامد التي لم تتكلم تقريبًا عن نفسها إلا في النهاية..
كل هذا جعلني مترددة في تقييمها.. لكن نهاية الرواية جاءت تحمل الكثير من السلام والدفء والجو العائلى وتجاوز مِيري وزوجها الكثير من الصعاب وهما ما زالا كالعاشقين الجديدين.. جو تجمع العائلة والأباء والأجداد و الأحفاد هو ما هزمني. 🫀
وأيضًا اختلاف الرواية جاء محببًا لنفسي واستمعت برحلة مِيري كما استمتعت برحلة جدتها نورسان ❤️