أنهيت تواً من قراءة الرواية التي أخذت كل وقتي وفكري وملئت قلبي بمشاعر مضطربة شعرت بالتيه والفقد والشوق ، فقدت حلمي مع (زخاري) ووجدت غايتي مع (شمعون) ، رأيت ذاتي ب(رومانا) المصرية في تفاخرها بحضارتها وأصلتها و رقيها وحبها الفياض ، و ب(أروي) فتاة الصحراء الجامحة الخلابة ، ب(هوي) بمشاعرها الفياضة الحزينة وتعلقها بأمل بشخص ينتشلها من بيئة أُجبرت عليها لتظهر لناس عطفها وكرمها.
كلمات الشيخ (عابر) التي ألهمتني وكأنه يحدثني عندما قال 'فالأصل في الحياة هو الحركة والتنقل من مكان إلي مكان ، وحينما يكثر المرء من الترحال لا يتعلق قلبه بشئ ويدرك أن الحياة في ذاتها رحلة تنتهي ، لتبدأ رحلة أخري في مكان آخر ، أما السكون فهو أصل الموت ، ولا ينبغي للمرء أن يسكن إلا للراحة بين رحلتين' شعرت حينها بأن رغبتي في السفر ليست مشاعر عابرة، وعندما قال 'ذلك قلب المؤمن لا تسعه أرض ويسع الدنيا بحالِها'.