“ قلعتان و سور و أبراج منتشرة على رؤوس الجبال، يكاد يشم في الهواء رائحة خوف قديم، خوف معتق. “بلاد بنيت على الخوف” يهمهم راشد لنفسه ثم يسألها: ترى هل يتوارث الخوف؟”
في خلفية الصراعات الثورية التي شهدتها عُمان في زمن السلطان سعيد بن تيمور وغارات الامام والانجليز على عمان جبالها وسهولها يخوض شخصيات الرواية تقلبات في حياتهم اليوميه وتغييرات حسب ما ترمي إليه تلك الثورات فيتداروك أحلامهم تاره ويسعون خلفها ويضمون أبنائهم خوفا من غدرات الحرب . هنا تخوض الكاتبة في هذه اللوحة الدرامية والاحداث العمانية التاريخية عبر شخصيات مختلفة ابتداءًا من الأخوين راشد وريا وقصة انطلاقهم من الرستاق الى مسقط بحثاً عن الحياة الكريمة والعزة التي سلبت منهم !
ومعها تنطلق ابداع الكاتبة في الانسياب في توصيف الأحداث وتصوير للقارئ صورة من أصعب اللحظات والفترات التاريخية التي مرت بها سلطنة عُمان .
كما أن الرواية تمتعت بعذوبة طرح الوصف وتفصيل الحياة اليومية العُمانية وتوصيفها بدقة مميزة للقارئ العربي بتلك الفترة وتقريبه من المجتمع العُماني .
وكذلك إبرازها لمشاعر والعواطف الظلم والثورة والغضب والأمل والخوف والترقب التي أستطاعت أن ترسلها للقلب القارئ والشعور بها والانجذاب للاحداث التاليه من الروايه خصوصاً عندما تصاعد رتب الاحداث في الجزء الأخير منها.
صحيح في بعض فصول الرواية انخفض الرتم فقل التشويق والحماس خصوصا مع زيادة بعض الشخصيات الثانويه التي لم تضيف الكثير للرواية او أبطالها .
بعض مشاهد الرواية كانت جميلة جدا ومبهره وتوصيفها وشرحها ببلاغة عجيبة كانت ملفته وبعد المشاهد شدتني خصوصا الحركة الشيوعيه التي ظهرت في ظفار ومحاربة السلطان قابوس -رحمه الله- لهم وتصديه لتحركاتهم مما دفعني للبحث عن كتب تتحدث عن تلك الفترة بالتفصيل .
رواية بالمجمل من أعذب وأفخم الروايات التي كتبت التاريخ العُماني وتروي اجمل الحكايات الدراميه والشعبية بطعم محلي رائع جدا ومن الكتب التي تمنيت لو يتم تصويرها وانتاجها تلفزيونياً🤍. #ليلاسو_تقرأ