في متحف الأرواح لعبد الوهاب السيد الرفاعي، الشخصية الرئيسية تعاني من مرض نادر يُعرف بفرط التذكر، وهو حالة تجعل الشخص يتذكر أدق تفاصيل حياته بشكل مستمر ومؤلم، دون أن ينسى شيئاً. هذا المرض يُشكل عبئًا كبيرًا على بطل الرواية، حيث يجد صعوبة في التعايش مع الآخرين بسبب عدم قدرته على نسيان التفاصيل الصغيرة أو الكبيرة، الإيجابية والسلبية على حد سواء. هذا التذكر المفرط يجعله يعيش في دوامة من الذكريات التي تُثقل كاهله وتعزله عن المجتمع، ما يؤدي إلى نبذه من قبل الآخرين، فيبقى محاصراً داخل متحفه الخاص من الذكريات المؤلمة والمفرحة.
الرواية تستعرض ببراعة تأثير هذا المرض على النفسية البشرية، وكيف يمكن للتذكر المفرط أن يصبح سجنًا للشخص بدلاً من أن يكون وسيلة للتواصل. من خلال سرد عميق وشخصية معقدة، يطرح الكاتب تساؤلات حول أهمية النسيان كنعمة تتيح لنا الاستمرار في الحياة، وعن أثر الماضي علينا إذا عجزنا عن التحرر منه.