خرائط التيه > مراجعات رواية خرائط التيه > مراجعة Baty Hussein

خرائط التيه - بثينة العيسى
تحميل الكتاب

خرائط التيه

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

حقيقة منذ أشهر وأنا أهيم بين صفحات الكتب المختلفة، السياسية تارة، والتاريخية والدينية تارة، ولا أجد ما يجذبني، أشعر بالملل من كل شيء، لا أتحمل قراءة بضعة سطور، وإذ بي أغلق الكتاب وأبحث عن غيره.

أشعر بالتيه في حياتي مؤخرًا، فقررت قراءة بضع كتب علم نفس لعلها تعيد تصحيح بوصلتي، لكن وجدت الكتاب الذي اخترته يصف المسلمون بأنهم "إرهابيون"، غضبت وقررت محو الكتاب، إنه كتاب يتحدث عن الخجل السام، ما شأنك أنت بالمسلمين وكيف تصفهم بهذا الوصف المهين الذي ينم عن جهل الكاتب!

بقيت أتصفح تطبيق "أبجد" حتى وجدت رواية "خرائط التيه" لبثينة العيسى، وقررت قرأته، إن لم يعجبني فلا بأس، سأرى غيره.

ووجدت نفسي مع أول صفحة أستمر في القراءة؛ كيف أن "مشاري" العزيز يُختطف في بيت الله، ويقاسي ما لا يمكن لعقله الصغير أن يستوعبه..كانت هذه بداية رحلته للشقاء هو وأسرته، عالم وحشي، عالم المتاجرة بالبشر والأعضاء، عالم لا يعرف الرأفة والرحمة، عالم تتحدث به الأموال!

وعكفت على القراءة لثلاثة أيام، ذقت بيها مرارة الفقدان والحزن، التيه، ماذا سيحدث لمشاري العزيز؟

سمية، الأم المكلوم قلبها على ولدها، فيصل الذي بضياع ولده، ضاع في رحلة البحث عنه، وأضاع زوجته ونفسه!

عتبي على الكاتبة هو ربطها التدين بالجنون، والإنحراف الأخلاقي الذي وجدته في شخصية كل من سمية وفيصل ونظام!

كنت مع سمية التي وثقت بالله وتضرعت له وفرغت لصلاتها ودعائها، لكنها بالنهاية جنت! بالله، كيف يجن من يترك أمره لله؟

فيصل الذي لم يدعو الله ولو بقلبه مرة، فيصل الذي قال: "أنا الذي يهيم في الجحيم، أنا الذي لا ينتظر المعجزات الإلهية، بل يخرج ليصنعها، أنا ابن كلب، أنا فيصل"؛ فيصل الذي ألحد.

أما نظام، الذي كان يصلي الفجر ويلتزم بصلاته، ثم يذهب ليغ*تصب الطفل الصغير، أعلم أن الكاتبة تحاول نقد التناقض، وان الدين ليس أساسه صلاة وصوم فقط، بل الدين معاملة ونية، لا يجب علينا نبذ الجانب الأخلاقي، لكن شعرت أن ربط الدين بالمجانين والمغتصبين ماهي إلا صورة لتشويه الإسلام وإن كانت هذه الفئة موجودة، ولكن لا ينقصنا تسليط الضوء عليهم.

يمكنني تسليط الضوء على عدة نقاط وهي: التمييز العرقي، المتاجرة بالبشر والأعضاء، التمسك بالله عند الأزمات والثقة به، التكاتف الأسري الذي تمثل في سعود، التناقض وفهم الدين بصورة خاطئة.

ثلاثة أيام حفرت في ذاكرتي قصة مشاري العزيز، الطفل الذي عانى هو وأسرته الكثير، لا أدرى إن كنت سعيدة بعودته، أم حزينة لما أصابهم، لكني أعلم على وجه اليقين أنني لم أخرج منها إلا تائهة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
2 تعليقات