راوية عبارة عن مجموعة قصصية تضم خمس قصص مختلفة
بالأمس حلمت بك
سندس
النافذة
فنجان قهوة
نصيحة من شاب عاقل
عن المجموعة القصصية:
ناقش الكاتب مواضيع متعددة في كل قصة
الأقتباسات:
"ذهبت مرة إلى فتحي في مكتبه وقلت له: هذه الحياة تحيرني فأرجوك أن تعلمني شيئا. قال: كيف أعلمك وأنا لا أعلم؟ افعل مثلي. دع روحك تتفتح. يومًا ستكتشف أنت وسأكتشف أنا خلف هذه الصحراء تلك الأزهار الموعودة التي لا حد"
"كل هذه الأشياء لعب من الكرتون. البيوت العالية والمصانع الهائلة والطائرات السريعة والمقابر ذات التماثيل والأزهار, كل هذه لعب من الكرتون لا تخدع سوى الأطفال. انظر إلى الداخل ولن تجد سوى خرائب. انظر لمن يكلمون أنفسهم في الطرقات, لمن يجلسون في المقاهي يحدقون بنظرات كعيون الأسماك الميتة. انظر لهذه الوحدة والجنون والكراهية. ما الذي يرغمنا على ذلك? هذا الكون رحب ورائع, لكننا ندفن أنفسنا في جلودنا, تعمى عيوننا عن النعيم الحقيقي والفرح الحقيقي"
“انني آراك أيضا عندما لا أراك .. أشعر قبل أن أقابلك بأنك موجود وعندما أرفع عيني أجدك هناك .. أحيانا أتخيل هذا فحسب ولا تكون هناك ولكني أكاد ألمسك”
"هز رأسه بحزن وقال خسارة,روحك شفافة .ثم دفع سبابته في صدري وقال: يمكن أن ينبت بستان في صدرك قلت له : أن صدري مثقل بما فيه الكفاية . فقال :في هذه التربة ينبت البستان."
“هذا العالم يمرضني. لا فائدة, حاول ناس كثيرون ولكن لافائدة. نفس الغباء في كل العصور. نفس الكراهية ونفس الكذب ونفس التعاسة.”
"لا شئ غير اننى اراك ايضا عندما لا اراك اشعر قبل ان اقابلك انك موجود وعندما ارفع عينى اجدك هناك احيانا اتخيل هذا فحسب ولا تكون هناك ولكنى اكاد ان المسك"
"نبني بيتاً في الصحراء ,خلفنا الخلاء وأمامنا البحر وفوقنا السماء ,نعيش بعيداً عن التكالب وعن الزحام وعن شجار الأطفال الدنيويين الذين لم يعرفوا نضج العقل المجرب ولا براءة العمر البكر.نعيش ما بقي من عمرنا فرحة جقيقية في ذلك النعيم السماوي"
“إن كنت لا أفهم كيف أساعد نفسي فمن أين لي أن أفهم كيف أساعدك !”
رأيي في الرواية:
أنها أول مرة أقرا مثل هذا النوع ..وأنا أقرا أول قصة كنت منتظرة أن أعرف ماذا حدث لكن وجدت نفسي أمام عنوان لقصة ثانية وهكذا..حتي وصلت للخامسة ..في الحقيقة فالكاتب كان يجذبني وكأنه سيحل اللغز أو القضية في كل قصة ولكن أنجذب بلا جدوي وهذا ذكاء منه .
بعد ما أنتهيت من القراءة كنت أظن ان هناك باقي للقصة ظللت أبحث لعلي أجد لهذه المجموعة باقية توضح لي ما الذي يربط بين تلك القصص ما الذي يريد أن يقوله الكاتب بين هذه السطور ..أطلعت علي أراء القراء ولم أجد شئ وكأنني متيقنة من وجود رابط بينهم
وأعتقد أكتشفت ما يريحني ..قمت بربط القصص ببعضها ووجدت أنها قصة لنفس الشخص ..
علي مدار مراحل حياته ..عندما كان طفل في المدرسة ..ثم مات والده في قصة أخري وثار في وجه عائلته غير متحملاً لما يحدث ولكل الأسئلة الوجودية التي حلت علي عقله..ثم كبر وعمل في الشركة التي تقع أمام مدرسة البنات ..وأصبح وحيداً بسبب أسلوبه المنفر ..وتغرب وظل يعاني من الوحدة ...والأسئلة الوجودية حول وجوده في هذا العالم ..ثم عاد وقابل العجوز وأخذ هو دور المنصح لكي يفيق العجوز ويترك شئ يعيش به أولاده من بعده ..
لم أعرف أهذا من وحي خيالي أم هذه الصورة التي حاول الكاتب إصالها لنا .
رأيي في الكاتب:
هذه المرة الأولي التي أقرأ فيها لبهاء طاهر وأول مرة أقرأ مثل هذا النوع
ولكن أعجبت بشدة بطريقة الكاتب في سرد الأحداث وأهتمامه بتفاصيل كل مشهد.وعبقريته في مناقشة مواضيع متعددة يعاني منها المجتمع حالياً وهي معاملة الأباء السيئة لأطفالهم وأيمانهم بالخرافات في بعض الأونة , التعليم , وفاة الأب والمشكلات المادية الملاحقة , الغربة , الدين , المساوئ التي يتعرض لها ذوات البشرة السوداء , الأسئلة الوجودية , الواسطة , أخلاقيات الجيل الجديد وتعاطي المخدرات ناقش الكاتب كل ذلك بطريقة سهلة وسلسة كما أنه في كل قصة عرض مشكلة كل شخصية وبماذا تعاني ومن مهارته في التحدث بلغة كل حقبة زمنية ولغة المجتمع الذي يتواجد فيه الشخصية الأن.
تساؤلات:
أتسائل لماذا أختار الكاتب هذا الأسم للرواية .لماذا أختار أسم أول قصة "بالأمس حلمت بك "بما أنني مقتنعة برأيي في هذه الرواية فأعتقد ان ما يناسبها أسم أخر قصة " نصيحة من شاب عاقل" أستيقظ من النوم في أول قصة بعدما حلم هذا الحلم بفتاة البريد التي في عقله الباطن تمثل أخته التي وقعت في حب شخص ثم تركها مثلما حكت له فتاة البريد ..وكل ذلك في عقل الشاب الباطن الذي تغرب وأصبح وحيداً يراوده أحلام وكوابيس مختلفة فيقرر العودة للوطن في المشهد الذي يقابل فيه العجوز المدمن ويذكره عندما كان صغيراً ويأتي مع أبيه لشراء الجرائد فيتذكر الشاب ظنونه في الليلة التي توفي فيها والده وعرف أنه كان يتعاطي الخمور ويسرق فلذلك نصح العجوز بالعلاج والأهتمام لترك أموال لأبنائه لتأمين مستقبلهم المجهول. لو كانت رؤيتي صحيحة أعتقد أن الكاتب أطلق هذا الأسم علي الرواية لأنها مبنية علي حلم بطل الرواية كلها وليس فتاة البريد.
حاولت أقناع نفسي بأن رأيي صحيح مستدلة علي ذلك برواية هيبتا لمحمد صادق الذي فعل الشئ نفسه وعرض مجموعة من القصص ثم أكتشفنا في النهاية أنها قصة لنفس الشخص.