ونس الكتب// إسراء عبدالسيد
الكتاب الأول // رسائل من القرآن
لكاتب// أدهم الشرقاوي ،، إعادة قرآءة ،،
إعادة قرآءة كتاب هو شيء جميل ، و مع انه بنفس تلك العين إلا أنها في المرة التانية تعمل هذه العين كأنها أداة تكبير ، تعمل على ربط ما قرآءنه بعده من مصادر مختلفة مع هذه القراءة الثانية ، نتوقف في أماكن أو نقاط لم نتوقف عليها في السابق لأننا كنا قرأنها بعين و في المرة الثانية قرأنها بعين مختلفة .
أما عن الكتاب هو عبارة مجموعة من الآيات القرآنية مع بعض السطور ، التي هي ليست بالتفسير ، و لكن تأتي كرسائل و نصائح و مع قصص قصيرة من قصص القرآن و أيضا تكون رسائل عظيمة تحمل حكمة و عبرة .
و تذكر نحن في هذه الدنيا نمشي وفق قدر الله سبحانه المرض الذي أصابك لم يكن بإمكانك تجنبه ، و الموت الذي نزل بحبيب لك كان سيقع مهما حاولت و الوظيفة التى فقدتها كنت ستفقدها و لو مسحت كل صباح حذاء مديرك . فلهذا ما أخذه الله منك لحكمة ، و ما تركه لك فلرحمة ، فإن علمت الحكمة فشكرا ، و أن جهلتها فاصبر ، و للأسف يعتقد الناس أن المال هو فقط النعمة التى تستحق الشكر ، و ينسون الأعين التى ترى ، وفي الدنيا عميان ، و الأيدي التي تأخذ و تعطي ، و في الدنيا مشلولون ، و الأرجل التي تمشي ، وفي الدنيا مقعدون فيا رب لك الحمد !
كل شيء مكتوب بدقة فاستريحوا ، و لكن هذا لا يمنع السعي ، لأننا لا نسأل عن النتيجة بل عن السعي ،أكثر ما يرض الإنسان لأجله رزقه و لن ينال من الرزق الا ما كتب له ، مهما ركض ، و أكثر ما يهرب منه أجله ، و ليس يعيش أكثر مما كتب له مهما هرب !
مساكين أولئك الذين لا يؤمنون إلا بما تراه حواسهم ، مساكين أكثر أولئك الذين يؤمنون بغييبات العلم و يكفرون بغييبات الدين ، مساكين يكفرون بالله لأنهم لا يرونه و يؤمنون بالأشعة فوق البنفسجية و هم لا يرونها!
مساكين يكفرون بالملائكة لأنها لا ترى و يؤمنون بالأشعة تحت الحمراء و هي أيضا لا ترى ، مساكين يكفرون بسرعة البرق و يؤمنون بسرعة الضوء .
رأي الشخصي في الكتاب
كتاب جميل يستحق القراءة لمرة الثانية ، كما قلت في السابق يستحق القراءة اكتر من مرة ، فيه من أجمل القصص و النصايح و لا يخلو أيضا من الحكمة و العبرة .
اللغة بسيطة و سهلة تسحبك من صفحة الى صفحة .
اقتباسات
لن ينفعك مدح المادحين ، أن كانوا قد مدحوك بما ليس فيك ، و لن يضرك قدح القاحين ، أن كانوا ذموك بما ليس فيك ، مهما بلغ الإنسان من الصلاح فلابد له من كاره حتى الأنبياء لم يحبهم كل الناس، و مهما بلغ من الفجور فلابد له من محب حتى فرعون و النمرود كان لديهم من يحبونهم .
من علق قلبه بالأسباب تركه الله إليها ، و من علق قلبه بالله هيأ له الأسباب!
تمرض القلوب كما تمرض الأجسام ، و علاج الأجسام ايسر من علاج أمراض القلوب .
المال الذي يجعلك متكبراً ، فقر !
و العلم الذي يجعلك مستعلياً ، جهل !
و المنصب الذي يجعلك جباراً ، انحطاط !
و القوة التي تجعلك باطشاً ، ضعف !
لا بأس أن يعمل المرء لدنياه ، ولكن دون أن ينسى آخرته! و لا بأس أن يجعل بيته جميلا ، ولكن دون أن ينسى قبره !
و ليس قيمة الإنسان بما يعرف لابما يملك ، و بما في قلبه لابما في جيبه ، بحنانه لا بسلطانه ، و برقته لا بقسوته .
الوقت يمضي سريعاً ،
و الأيام تتبدل كأنها الريح ، و لا يبقى من الطاعة إلا أجرها ، و لا يبقى من المعصية إلا وزرها .
صفحة قاسية في كتاب أيامك قد تكون مجرد تمهيد لأجمل صفحات حياتك، فأحسن الظن بالله!
لعل أجمل أيام عمرك لم يات بعد ، قليل من الجهد و كثير من حسن الظن بالله، و سترى أن القادم أجمل!
لو أننا نستشعر رحمة الله في كل حرمان ، و حكمته في كل منع ، لهانت علينا الطريق .
لو نظرنا لما في أيدينا، لما اسعفنا الوقت أن نتأمل مما حرمنا منه !
فهذا القرآن بحر علم لا شواطئ له ، به تبحر العقول حيث لا مراسي الا بقدر ما يستشف الدارس من النص .