•| لانك الله|•
للكاتب علي جابر الفيفي
ص 1-192
يصحبنا الكاتب في رحلة خفيفة ولطيفة نستشعر فيها بعضاً من المعاني الكآمنة في آسمائه سبحانه وتعالى.
يبدأ في ظلال الصمد يبحر في أمواجه بعيداً عن الأفكار المزيفة، ينتقل بين مفرداته كما لو أنه يدور في الكواكب، يُذكرنا أن لا ننساه ونصمد إليه ونتجه بقلوبنا نحوه فبوصلتنا تُشير بنا إلى الله، لذلك لنفرغ القلوب من غيره ونسير بخطوات شامخة وحقيقية في رحلة وجهتها إلى الله.
نرددُ صباحاً ومساء، "اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ومن فوقي ومن تحتي وعن يميني وعن شمالي" وهل يضيع من يسير في حفظ الله!
نودعُ زائرا ومسافراً حتى النائم بقولنا: "في حفظ الله" ، ف يا أيها القلب اطمئن وابتعد عن طرقات الزيغ لا تنسى أنه يراك حيث أنت، وله معقبات قاب قوسين أو أدنى، احمل في جيبك قاروة الأذكار واجعل لسانك رطباً بذكر الله، وعظم اسمه أكثر وأكبر، أتعلم إنه يدافعُ عنك من سبع سموات ولو كنت في وديان السباع، انت الفقير المحتاج إليه وهو الغني المُغني، يا غلام كلما ضاقت عليك وشعرت بالاختناق ردد يا حفيظ، اللهم إني أستودعك نفسي ومالي وروحي وقلبي وحالي وأهلي ومن أحب !
"يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف"
يُداعبك نسيمُ الفجر اللطيف تنزاحُ تلك الصخرة الجاثمة فوق صدرك المليء بالخفايا والخبايا والأحلام البعيدة وينقذك بلطفه في اللحظة الحاسمة سبحانه!
{واذا مرضت فهو يشفيني}
"اللهم اشفي انت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك"
والآن ماذا! ثق أنه لا مرض بعد اليوم، لانه تعالى يشفيك بسبب على هيئة طيب يصفُ لك الدواء، وبأدنى سبب من تدابير واجراءات السلامة والوقاية، ويشفيك بلا سبب رأفة بقلبك ودعائك، ولاتدري متى يعود النور لقلبك فقط عُد إليه، دون موعد مسبق ودون فواصل أو نقاط، بكامل رضاك ولو ملئت بأنهار من الذنوب عُد.
{فاتخذه وكيلاً }
اكتب خطتك السنوية مستعيناً بالتوكل على الله، انكسر لله اذرف دموعك مبتسماً فهذه الدموع يمسحها عنك الوكيل بك والعليم بحالك، استنشق الاكسجين بعد ذلك بعمق، الحياة ياصديقي بدونه تعالى جحيم لا يطاق!
وهذا سبب مُقنع للتوكل عليه ولكن احذر الاتكال وكلما هددتك رياح الحياة تذكر:
{الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبو بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء }.
{ لئن شكرتم لأزيدنكم }
إنه تعالى إذا أعطاك أدهشك، وهذه ليست مسألة حسابية إنما هيا عطايا ربانية ذكرت في الكتاب واقرأ كيف كانت عطاياه لمن تولاه، إنه تعالى لا تخفى عليه ذرة في الأرض، تنفق فينفقُ عليك ويغنيك، تفعل الخير فيعود لك بالخيرات، تسكت عن الأذى فيأتيك حقك راكضاً بين يديك، والآن لقد عرفت هذا وتعلم الطريق إلى أين، احمل سجادتك وانتشل نفسك من ثباتها وتوجه إليه بالشكر على ما أنعم.
"لبيك إنا متعبون اجبرنا كأننا لم نرى كسراً"
قلبك المتهشم التجئ به إلى الجبار قل واجبرني واحلل عقدة من لساني وابتسم فإنه يحبك مبتسماً، تُشاهد الفقير يجر العربة منكسراً بذل وحجرة الخدم كيف وهي متسخة، وتقف بين حلم وذكرى تلك المشاهد مكسوراً، محاولاً التخطي بعد ذلك تذهب لتحتسي قهوتك، ثم تعود تخر ساجداً نهاية اليوم بين يديه ليجبر كسرك!
"اللهم اهد ضالة قلبي"
رددها لتشعر بدفئها، ليست صدفة أن تقراها الآن لا ولا يمكن ان تكون كذلك، إنها قبس من نور لتعيد مسار بوصلتك الضائعة لتهتدي إلى طريقه خارجاً من المستنقع، اكتب أذكارك على ورقة احملها بجيبك غلفها بحب فهيا حبل نجاتك في زماننا هذا.
سجين لأفكاره حبيس لذنوبه، هل تعلم من هو؟
ذلك المراجع المحاسب لنفسه ولغدراته هل نسيت؟ في زماننا لايجب أن تنسى طوبى للغرباء لمن لا يقنط من رحمة الله، تشاء أنت ولكنه يشاء أعظم مشيئة، لا بل الأجمل فلا تندهش، وابدأ من جديد.
{ونحنُ أقرب إليه من حبل الوريد}
يا الله، حاول يا صديقي من أجلك حاول كرر ألف مرة عُد ومُد بالدعاء يديك إليه، يسمعُ دبيب النملة ويراك الآن، آلا تُحب أن يراك كما أمرك بعيداً عما نهاك، أن يراك على ثغر يحبه ويرضاه؟ ابتسم لانه يراك ساجداً تردد سبحانك ربي استشعرها بعمق، وإذا ما ذرفت الدموع فأعلم أنك وصلت إليه وإذا سألوك من بين الأدخنة والمصائب ومشاغل الحياة كيف نجوت اكتفي بالقول نجاني الله.
{وينجيكم منها ومن كل كرب}…