«مَن لم يقرأ حلَّت به لعنةُ الاكتفاء بهذه الحياة».

كتاب قصير ذو خمس فصول، ولكنه حتماً سيلمسك كما تلمس الكتب، وكيف لا؟ والكتاب يتحدث عن كل ما يخص القراءة، من المكتبات حتى الكتب وإهداءاتها وبعض طقوس الكتاب المختلفة، حكايات مكتوبة بسلاسة ولذاذة، تفتح شهيتك على القراءة مرة أخرى وتُذكرك بالأسباب السحرية المتعلقة بالقراءة، تقدم الفصول طرق مختلفة لترتيب المكتبات وطرق بعض الكتاب -بما فيهم الكاتب نفسه- للتخلص من الكتب الزائدة والاهتمام بالمكتبة وتشذيبها أو تركها كما هي، فكما نعلم في القراءة لا توجد قواعد ثابتة أبداً.

أحببت ذكاء الكاتب في التعامل مع الطبعة العربية من كتابه، بإضافة حكايات مكتوبة خصيصاً لها، مما يدل على سعة إطلاعه على ثقافات مختلفة، مقدمة الكاتب نفسه مكتوبة بحميمية كسرت الجمود بين الكاتب والقارئ وكسبك في صفه منذ البداية، وظل يقوم بذلك مع كل فصل بحكاياته المختلفة المثيرة والمدهشة، والتي تجعلك ترتبط بالقراءة والكتب بشكل أكبر، بل وتجعلك تدرك أنك لست وحدك، وهناك العديدين من يقوموا بنفس طقوسك أو مشابه لها عند القراءة/ الكتابة. الكتاب يجعلك تُقدر الكتاب الورقي بشكل أكبر، بدءاً من عنوانه الذي يدعوك إلى لمس الكتب، تلك السمة غير المتوفرة في الكتب الإلكترونية، فهي لحظة التعارف الأولى بين القارئ والكتاب تأتي من لمس غلافه والإمعان في تفاصيله، ومسك الكتاب بيدك كأنك تحمل روحاً بين يديك، لا مجرد آلة صامتة، فعلى الرغم من كل المعوقات التي يواجهها الكتاب الورقي، يظل له سحره الخاص، غير الموجود في أي شكل أخر للكتب.

ختاماً..

كتاب ممتع وقصير وتمنيت لو كان أطول من ذلك، وكالعادة ترجمة "مارك جمال" تلائم سحر اختياراته، وأتمنى أن يكون للكاتب مؤلفات أخرى ممتعة يترجمها لنا.

بكل تأكيد يُنصح به.