إحسان عبد القدوس كان، وما زال، واحدًا من أعظم من غاصوا في أعماق النفس البشرية بأسلوب بسيط وسلس، قادر على أن يلامس القارئ في أعمق نقاطه. "الكتابة العظيمة هي تلك التي تجعلنا نرى أنفسنا بين السطور، حتى وإن لم نكن نحن من عاش التجربة." رواياته تعكس مشاعر معقدة وقضايا إنسانية لا تقتصر على زمن معين، بل تظل حية حتى يومنا هذا.
رواية "ونسيت أني امرأة" تعد واحدة من أروع أعماله، حيث قدم إحسان عبد القدوس شخصية البطلة بعمق دقيق، وكشف عن تناقضاتها الداخلية. في النهاية، عندما تعترف البطلة بفشلها رغم نجاحها الواضح، يبرز العمق النفسي الذي يتفرد به الكاتب. "الفشل ليس دائمًا نهاية الطريق، لكنه قد يصبح النقطة التي نعيد فيها اكتشاف ذواتنا."
إحدى العبارات التي علقت في ذهني من الرواية: "أعترف بأن في حياتي نقطة فشل تكررت أكثر من مرة.. وتحولت إلى مركز فشل دائم، لكني كنت دائمًا أقوى من الفشل." هذه المقولة تعبر عن الصراع الذي يعيشه الكثير منا، حين نحاول تغطية إخفاقاتنا بالقوة والإرادة، بدلًا من مواجهتها.
إن إرث إحسان عبد القدوس الأدبي يتجاوز الزمن، ويستمر في إلهام أجيال جديدة. "ونسيت أني امرأة" ليست فقط رواية كتبت في عام 1977، بل هي قصة إنسانية عميقة تعكس القوة الداخلية والهشاشة التي تجتمع في قلب كل إنسان.
الأدب الذي يبقى هو الأدب الذي يجعلنا نفكر في أنفسنا أكثر مما نفكر في أبطاله.