قبل غدر تشرين ، وهطول أمطاره علينا ونحن بين الطرق ما زالت الشمس تطبخ الرؤوس ، والصخب والزخم آتي من الكلاكسات والوجوه عابسة ممتعضة ، إذ بصوتها الخريفي ينبعث من سيارة اياد أحد السيارات المصطفة ، بأغنية بتذكرك بالخريف الحان الرحباني ، وكأنها تخاطب المارة والركاب بعده أليف بعدك ظريف ، وكما وصفت الأغنية الجو الحالي ، فبدأت السماء تغيم وبلش الهوا يأتي عالخفيف ، وأخذت زخات المطر تعزف نوتتها الموسيقية علي اسقف السيارات ، فيصل الي مسمع الطبيب خالد وإبراهيم حسنين فترتسم علي ملامحهما البسمة ، ليوجهوا الابتسامة لمني ويحيى فترتاح قسماتهم ويشعل صوت فيروز الحب بين القلبين ، من ثم تلمح مني عم جلال لتتشكره بالابتسامة ذاتها ، وعلي نفس النغمة الصادرة ، تري بعين ابتسامة جلال وبالاخري تستغث بها يحيى ، يتناول كفيها ويبادلها عين الاستغاثة ، علي الرصيف المقابل يقف رأفت عاصم بنفس مشهد يحيى وام هاني يستغيث بشاب أمامه من الدنيا وحالها ولكن أنور عين للخارج وعين مطلعة علي الرجل الكهل ، ولكن بعد ترفها يقرر تحريكها لتنظران الاثنين للرجل في سلام ، علي كلا الرصيفين شابين مختلفي العمر ولكن د معهما الحقيقه وائل وهيثم ، قطع عماد ويوسف الطريق بوجهين يفترشهما الامتنان ، ليذهب كل منهم بطريق مختلف ، فسيد عوض والكلب الغالي في انتظار عماد بابتسامة ندم ، واياد في انتظار يوسف بابتسامة بها غصة ، يطمئنه يوسف عند مرور مصطفي وشذي مكللين بالضحكات ، من بعيد طفل شبيه لوناردو يشاهد كل ما يحدث بابتسامة خيال ، ولا يعرف أنه بعث هذا الخيال بالابتسامة ذاتها لمدريد ، تنهي فيروز مذكرات السعادة والكل هادئ دون أن تدري ، انها نقلت الي الجميع ولي عدوة ايموشن الابتسامة بدلا من واحد.