اسم الكتاب: بين الغربة والونس.
اسم المؤلف: باسم الجنوبي.
عدد الصفحات: 205.
يُعتبر كتاب"بين الغربة والونس" دعوة وتحريض على الانسانية للقارئ حيث يحمل في طياته نداءً للوعي الإنساني وأهمية التفاعل مع معاناة الآخرين. في نهاية الكتاب، يقتبس الكاتب باسم الجنوبي من شعر محمود درويش:"وأنت تُعد فطورك .. فكر بغيرك"، كإشارة إلى أن هذا الكتاب ليس مجرد سرد لأحداث أو مواقف، بل هو دعوة للتفكر والتفاعل العملي مع ما يدور حولنا من أحداث ومآسي إنسانية. الكاتب يأخذ القارئ في رحلة عميقة تستعرض فيها معاناة اللاجئين.
-
محاور الكتاب
العمل التطوعي وأفعال الخير:
يُسلط الكتاب في بدايته على العمل التطوعي وأهميته في مساعدة الفئات المستضعفة في المجتمع. قد يتخلص أحدهم من بعض المشكلات النفسية من العمل التطوعي فعندما نحدث فرقًا في حياة الغير ومساندة البعض تنعكس سعادتهم في نفسنا.
مشكلة اللاجئين:
❞مرعب أن يتحول إنسان إلى مجرد لاجئ، مجرد حالة، هذا الرعب والألم لا يطفئهما اعتذار الإنسانية له إلى يوم القيامة.❝
يستدعي الكاتب أرواحًا تعبر من المنافي إلى قلوبنا. نرى مدى وجع اللاجئين في الهجرة من أوطانهم حيث يُرى اللاجئ كأنه زائدًا أو ثقيلاً، فلا تنتهي مشكلته عند النزوح، بل تمتد إلى ما بعد ذلك فيظل اللاجئون في غربة مستمرة، ووجود عنصرية تجاههم واستغلال جنسي والقائمة تطول.
الأمل الذي ينبعث من رحم المعاناة:
هناك مثل أمريكي يقول"ما لا يقتلك يجعلك أقوى" هذا ما نراه في بعض الفصول الأخيرة من الكتاب فيبدأ الكاتب بذكر بعض الذين عانوا من مشكلة اللجوء، إلى أن أصبحوا شخصيات بارزة ومؤثرة. فهناك احتمال آخر لتتويج المسعى بغير الهزيمة المهم روح المقاومة تظل حاضرة.
-
اقتباسات:
صحيح أن الفطرة هي وجود الرحمة للأقربين، لكن عندما تصح القلوب يكون كل طفل يعاني ابنًا، وكل امرأة تجوع أمًا، وكل رجل تدمع عيناه من الخوف أخًا أو أبًا.
نعم. لا يمكن أن ننقذ العالم، لكن يُمكن أن ننقذ فردًا هو لأهله كل العالم {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ}.
هذه السعادة مخلوقات وفيّة، ما إن تقدمها لأحدهم برضاك، تعود إليك لتسكنك.
لكل شدة مُدة، ويهونها جميل الصبر الذي يأتي بعده الجبر.
-
الخاتمة:
❞بقى في الدنيا كثير من المجتمعات بها خزائن خير.. تثبت أن العالم ما زال يستحق لقب”إنساني“❝
ينتهي الكتاب بإيجابية بذكر مبادرات ومؤسسات لدعم اللاجئين ونرجع لنقطة البداية وهو أهمية العمل التطوعي في التحرر من عبادة النفس.
-
رأي شخصي:
أثّر الكتاب بشكل كبير عليّ، خاصةً في ظل الأزمات الإنسانية التي نعيشها اليوم، بما في ذلك الأحداث المؤلمة في فلسطين منذ أكتوبر 2023 فبعض فصول الكتاب أحداث حديثة لم يندمل جُرحها بعد. شعرت بعمق المعاناة التي يعيشها اللاجئون، سواء كانوا فلسطينيين أو غيرهم، ومع ذلك فإن الكتاب يحمل رسالة أمل وتفاؤل بأن العمل التطوعي والتضامن مع الآخرين يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا في حياتهم. لغة الكتاب سلسة وواضحة، مما يجعله متاحًا لأي قارئ يرغب في استيعاب معاناة اللاجئين والتفكير في كيفية تقديم المساعدة. إنسانية الكتاب وخاصة في جزئه المتعلق بالعمل التطوعي تدفع القارئ لطرح سؤال مهم على نفسه: ما هو دوري في المجتمع؟!