بين الغربة والونس : مشاهدات متطوع في ملف اللاجئين > مراجعات كتاب بين الغربة والونس : مشاهدات متطوع في ملف اللاجئين > مراجعة فطيمة عبد القادر

بين الغربة والونس : مشاهدات متطوع في ملف اللاجئين - باسم الجنوبي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

مراجعة كتاب | فطيمة عبدالقادر

📙 بين الغربة والونس.

✍️ باسم الجنوبي.

🖇 الصفحات: ٤٣٧صفحة.

- مشاهدات متطوع في ملف اللاجئين.

"من علامات حب الله للإنسان أن يجعله ملجأً للناس، يقضي دينًا، يُفرج همًّا، يُنفس كربًا، يُطعم جائعًا، يعين ملهوفًا، ينقذ متعسرًا، هذا الإنسان لا يخزيه الله أبدًا من هنا كان التطوع لإسعاد المحزونين هبة ربانية تُقدم للمُعطي."

العمل التطوعي أو العمل الخيري، كلاهما لذات المعنى، المعنى النبيل الذي يجسد حب الإنسان للإنسان، يسعى فيه الشخص لتقديم العون أو ابعاد الضرر بالقدر المستطاع، وهو من الأعمال التي لا ينال القائمين بها أجر ماديا ولا يطمعون إلى ذلك.

إن فوائد التطوع لا تخفى على أحد، فكل عمل خيري فيه الكثير من الخير الذي يعود على المجتمع عامة، وعلى المستفيد ومن حوله أو تحت نفقته، كما للتطوع فوائد جما تعود على المتطوع على غرار أجر الآخرة الذي يناله المتطوع المسلم، فالتطوع يطور من شخصية الفرد ويفتح له علاقات كثير، يكتسب من خلالها تنوعا ثقافيا، يعمل التطوع عمل العلاج النفسي، إذ يبعد عن الاكتئاب والتمرد وتكاسل وتضيع الوقت فيما لا فائدة فيه، وينزع التكبر وسخط من حياة.

والتطوع ليس بفكر جديد العهد؛ بل إن تاريخ العرب فيه كمية التعظيم للأعمال الخيرية التي تخدم المارة والمسافرين وترفع الغبن عن الضعفاء وتقديم يد العون وكرم الضيف، وفي عهد المصريين القدامى والأنبياء الأولين ما يثبت أن التطوع عمل إنساني فطري في حياة الصالحين وهو اصطفاء من الله.

إلا أن التطوع في عالمنا العربي يلقى الكثير من العوائق التي تحد من نفعه، والحكومات أكثر ما يعمل على تضيق الأعمال التطوعية من خلال الاجراءات المفروضة في كل نشاط تطوعي، واخماد كل عمل لا يخدم مصالحهم الشخصية، كما أصبحت الجمعيات الخيرية والمنظمات التطوعية وجهة لكل من يريد كسب الأصوات أو الشهرة، وفي الجانب الآخر فإن الجمعيات والتنظيمات اصبحت كلها تنشط في مجالات محدد رغم امكانية التوسع في الكثير من المجالات الضرورية، وكذا عدم التنسيق والتعاون بين الجمعيات التطوعية حبا في الظهور الفردي.

وحين نتكلم عن التطوع لابد أن نتكلم عن اللاجئ، فاللاجئ من أكثر الناس حاجة للالتفاف بالأعمال الخيرية حوله،

فـ «هو الإنسان الذي تم إكراهه على مغادرة بلده» وبالتالي هو أكثر حاجة إلى كل ما يحتاجه الإنسان من مسكن ومشرب ومأكل، وبحاجة إلى التعليم والصحة، فهو لا حق له في الوطن الذي يلجئ إليه إلا ما يقدم له ضمن بنود متفق عليها دوليا، وبما أنه خرج مكرها وربما ترك خلفه من عائلته أحياء أو أموات، معتقلين أو لا يحمل عنهم خبر، فهم بحاجة إلى تطيب خواطرهم بكل ما يمكن تقديمه لهم.

اللاجئ الفلسطيني كغيره من المكروهين على مغادرة بلدهم غير أنهم سلبوا أيضا حق العودة، ويتمركز اللاجئ الفلسطيني في لبنان سوريا، الأردن ودول وبعض الدول العربية والأوروبية، ضمن شروط وقوانين كل بلد.

أما عن ياسمين الشام الذي انتشر في بقاء الأرض، فقد لقي الويل في الكثير من الدول، بعد أن كانت سوريا موطن للاجئين تمنحهم ما تمنح مواطنيها، تعرض اللاجئين السوريين إلى أقسى انواع التشريد والعذاب في كثير من الدول، ومنعوا العديد من الحقوق التي تمنح لبقية اللاجئين.

اليمنيون وفي الشق المقابل لهم أهل السودان هم ضحايا حروب أهليه وتدخلات خارجية أدت إلى إضافة اسم لاجئ على أسامي مواطنيهم فولد لاجئ يمني ولاجئ سوداني، وهو تقريبا ذات الأمر الذي حدث للعراق وليبيا بعد ما كانت وجهة للعيش بأمان وفيهما ما يبحث عنه من حياة، والحال عند الكثير من دول إفريقيا وبورما وأوكرانيا مؤخراً.

يعاني اللاجئون من رهب الطريق والعبور عبر الحدود أو البحار، من قطاع الطرق، والاحتيال، تعرض نساء منهم إلى الاغ ـتصاب، وفي مناطق اللجوء إلى التميز العنصري والمعادات.

يحتاج اللاجئ إلى الاندماج والبلد المضيفة له، لأن الاندماج هو السبيل الوحيد ليكمل حياته، عليه أن يكون متفتح لتنوع الثقافي فليس على الوطن المضيف أن يكون كوطنه، وما عليه إلا المحافظة على مبادئه، وتعتبر المانيا من أكثر الدول استقبالا للاجئين ضمن اتفاقية دولية تحفظ لهم حقوقهم، وتفتح ألمانيا للاجئين أبواب التعليم والعمل وتمنحهم ضمن شروط الإقامة والجنسية الألمانية.

مصر أم الدنيا تحتضن ضمن مساحتها وبين أبناء شعبها ما يقارب 9 ملايين لاجئ من دول مختلفة، تعمل مصر بحكومتها ومنظماتها التطوعية الخيرية على توفير العيش الكريم للاجئين (يقال لهم في مصر ضيوف وليس لاجئين).

وفي العالم تنشط الكثير من المنظمات التطوعية في المجال الخيري وتقديم المساعدات للاجئين وضحايا الحروب النزاع المسلح، تتعدد مهام المنظمات إلا أنها تحاول دائما تقديم الحاجات الأساسية للاجئين، ويحتاج العامل في المجال التطوعي إلى تدرب على العمل على الميدان والدعم النفسي، إلى التعامل بإنسانية دون المساس بكرامة اللاجئين، إلى تقديم المستطاع.

🌻 الرأي الشخصي:

احببت الكتاب جداً حرفا ومضمونا، احببت فيه كمية المعلومات والنصائح المذكورة، آلمت قلب قصص اللاجئين وحالهم، أنصح به كثيراً، خاصة ونحن في أيام اشتدت فيها آلام شعوبنا الإسلامية من كثرت إكراههم على مغادرة اوطانهم.

🌻 التقييم: ⭐⭐⭐⭐⭐

🌻 الاقتباسات:

🔸 صحيح أنه على قدر الغربة؛ يكون تقدير الوطن، لكن ماذا لو كان السبب في الغربة هو الوطن؟! ‏

🔸 في حضرة اللاجئ نحن هنا أمام إنسان سلب منه كل شيء يحبه.

🔸 فيأتي التطوع ليمد الفرد بما يبقيه على قيد الإنسانية بآلية بسيطة، وهي أن يساعد غيره بما استطاع ليرفع عنه حاجته ويسعده،‏ هذه السعادة مخلوقات وفية، ما إن تقدمها لأحدهم برضاك، تعود إليك لتسكنك‏

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق