ريفيو متأخر شوية عن واحدة من أفضل الأعمال إللي قريتها السنة دي رواية "الأستاذ بشير الكُحلي" للكاتب مينا عادل جيد ❤️
الرواية بتتكلم عن مدرس ألعاب مريض بجنون العظمة وبيعتبر وبيشوف نفسه بمثابة زعيم شعبي أو سياسي، وبيرتب لأحلام وأدوار موهوم بيها لدرجة مرعبة وهي كلها طبعًا تتعدى قدراته المحدودة جدًا.
بشير الكُحلي، هو شخص موجود في حياتنا، أو على الأقل بنقابله مرة واحدة، الشخص الموهوم وإللي شايف نفسه محور الكون وهو الوحيد القادر فقط على التوجيه، هو الوحيد إللي بيعتقد أن لازم كل الناس تكون نسخ مكررة منه توجيه كل شيء، قيم واحدة وأسماء واحدة وشعور وطني واحد وأخلاقيات وتحركات واحدة، حاجة أشبه بكل المصطلحات الفضفاضة إللي بنسمعها يوميًا بخصوص "قيم الأسرة" وغيره.
طفولة قمعية وسيئة وحياة فيها ترومات وصدامات تسببت في تشويه إنسان إلى هذا الحد إللي يخليه مهووس أنه يتعامل مع الجميع على أنهم في مرتبة أدنى كتير منه، وأنه بيمن عليهم بالكلام معاهم، ولما كان الكل بيشوفوه محدود القدرات أختار 4 أشخاص فقط يقدر يملئ فراغ عقولهم بأفكارة الساذجة
الأول: هو شخصيًا، بأنه يكرر لنفسه بشكل شبه لحظي أنه قائد الأمة.
الثاني: أميرة قريبته إللي قرر يستهلكها بأبشع الطرق ويملي عليها معلوماته الساذجة وخطاباته العريضة وحتى احتياجه الجنسي والعاطفي غير المتزن والوقح.
الثالث: محسن فراش المدرسة الراجل البسيط إللي بيتخيل أن بشير ذات علم حقيقي.
والأخير هو تلميذه يوسف الورداني، إللي بيقدر يرغمه على التلمذه وعلى استقاء الأفكار والتحول المرعب.
الرواية مكتوبة بشكل عظيم، مركزة وسلسلة ومفهاش أي تعقيد، ومفيش أي صفحة ممكن متكونش مهمة أو رغي عالفاضي، إلى جانب أن القصة بتشدك في أحداثها وبتقدر تخليك/ي منتبه لأخر لحظة.
كل الشخصيات مرسومة باحترافية شديدة، وإن كنت لحد دلوقتي مش قادرة اتخيل ازاي اترسمت شخصية بشير الكحلي بالبراعة دي، إللي هو كل جملة وكل موقف تخليني أقول اه ده لايق على شخصيته أو اه دي تطلع من بشير الكحلي فعلا!.
المُبهر بالنسبة لي هو أني برغم كراهيتي الشديدة لشخصية بشير لكن في لحظة صدمته وصفعه من الضابط أثناء واحدة من مغامراته الساذجة، بتخليني اتعاطف معاه كإنسان ساذج وكمعتدى عليه لأني شوفته مريض، لكن ده ميمنعش أني بعدها انتقل شعوري لشعور جديد أني بقول "أحسن والله يستاهل".
شخصية يوسف الورداني كمان مرسومة بدقة شديدة، طفل بيسأل عن أبوه طول الوقت، ضعيف وخانع وهوايته الوحيدة صيد الحشرات وحبسها في برطمانات حتى الموت، وصولا لأنه يصبح قاتل!.
فيه كلام كتير أوي في العمل الروائي ده بس علشان مطولش أكتر
أنا برشحلكم/ن تقرأوا الأستاذ بشير الكحلي لأنكم هتنبسطوا فعلًا.
قراءة ممتعة مقدمًا