العشاء السري > مراجعات رواية العشاء السري > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

العشاء السري - رافاييل مونتيز, فاطمة محمد
تحميل الكتاب

العشاء السري

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

رواية "العشاء السري" للكاتب البرازيلي "رافاييل مونتيز" هي تأكيد على جنون الكاتب وقدرته على إمتاعك وتسليتك وطرح أفكار غريبة ومُختلفة بداخل الأحداث، فهذه التجربة الثالثة لي مع الكاتب، ولا أزال أشعر بالجوع كلما أنهيت عملاً له، لكنه جوع مختلف عما تدور حوله الرواية.

المُميز في هذه الرواية هو قدرة الكاتب على جعلك مُنتبه تماماً لكل الأحداث؛ مهما كانت دموية أو بشعة أو تُثير القرف والغثيان، أما الحكاية فبدأت من ضائقة مالية وحكاية تقترب من الخيال والأسطورة؛ يقولون أن هناك رجلاً وزوجته سقطت بهم الطائرة على جزيرة ولم يجدوا جثة الزوجة أبداً، وأدعى الركاب أنهم لم يروها بل ودعوا الزوج ليأكل معهم لحم طائر النورس الموجود على الجزيرة، نجا الركاب ومعهم الزوج واستمرت حياتهم وحياته، حتى رأى الزوج في أحد الأيام إعلاناً لمطعم يُقدم لحم النورس، فأكله، وانتحر بعدها، فهل انتحر لأنه عرف أنه لم يأكل لحم نورس على الجزيرة؟ أم لأنه أعجبه طعمه؟ ومن هذه الحكاية المجنونة تنبثق أحداث روايتنا، برمزياتها المُتعددة، وسخريتها اللاذعة ونقدها الصريح لكل شيء تقريباً!

وكعادته أيضاً، يملك "رافاييل مونتيز" جعبة من الشخصيات المجنونة السيكوباتية للغاية، القادرة على استفزازك عندما تقوم بالتنفس فقط، ولكنه سيجعلك تتعاطف مع من يُريد، إنها طريقته المجنونة، وطوال الكر والفر بين جانبي الأحداث، أسرار تُفشى وتنكشف من الماضي والحاضر، نهاية الرواية مكتوبة في أول فصل ولكن تم زيادة بعض البهارات السبايسي في آخر فصل والتي لم تعجبني تماماً لأنني فقط توقعتها!

نقطتان أخيرتان؛ مشهد ما قبل النهاية كابوسي ودموي للغاية، المشهد يطفح بالدماء في كل سطر، مشهد يليق بالرواية تماماً وبشخصياتها، لوهلة شعرت بسينمائية الحركات بين السطور وكأنني أشاهد فيلماً عن طريق سطور الرواية، وهي سمة طاغية طوال أحداث الرواية. أيضاً، وضع الكاتب مجهود كبير في كتابة تفاصيل الأطعمة وطريقة طهوها وهو شيء أساسي وجوهري في الرواية، ولكنه توغل كثيراً وكثيراً لدرجة أنك تشعر أنه قام بذلك من قبل! وبكل صراحة أتوقع أي شيء من هذا الكاتب المجنون.

ختاماً..

كعادة رافاييل مونتيز، رواية مجنونة، وتجعلك تلتهمها إلتهاماً، ولكن خذ حذرك من الإدمان، مشهد النهاية كابوسي ولا يُنسى بسهولة، وأظن أن هذه الرواية سيُقدرها النباتيون بشدة.

Facebook Twitter Link .
9 يوافقون
1 تعليقات