بين الغربة والونس : مشاهدات متطوع في ملف اللاجئين > مراجعات كتاب بين الغربة والونس : مشاهدات متطوع في ملف اللاجئين > مراجعة Rudina K Yasin

بين الغربة والونس : مشاهدات متطوع في ملف اللاجئين - باسم الجنوبي
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

رقم سبع وثمانون

بين الغربة والونس – مشاهدات متطوع في ملف اللاجئين

باسم الجنوبي

( أصبح من البدَهيات أن العمل التطوعي هو ميزان إنسانية المجتمعات والأفراد ورُقيها وتدينها، باعتبار أن التطوع لا يتطلب أي إجبار على عمله ولا يُقصد به أي منافع ذاتية، وكلما كان المستهدف من العمل التطوعي هو رعاية الأكثر استضعافًا؛ يكون التطوع أكثر طلبًا وأكبر قدرًا. ومع بداية الحرب السورية 2011 التي أدت إلى تدفق ملايين اللاجئين إلى دول العالم، ظهرت من جديد قضايا اللاجئين العرب لتكون قضايا الساعة بعد ضعف الاهتمام بشتات الشعب الفلسطيني منذ 1948، ونسيان الهجرة اللبنانية بعد الحرب الأهلية (1975-1990). وبعد ظهور مشكلة اللاجئين السوريين، تعالت قضايا اللجوء أكثر بعد الحرب على اليمن 2014، وتكرر الاهتمام الدولي مرة أخرى مع التغريبة السودانية الجديدة بعد النزاع المسلح 2023، بالإضافة إلى ما بينهم من قضايا اللاجئين القادمة من العراق وليبيا وأفريقيا وأخيرًا أوكرانيا، لتبدو بالصوت والصورة معاناة التهجير والنزوح واللجوء لكتل بشرية هائلة هائمة كانت آمنة يومًا.صار المشهد المتكرر حاليًا هو معاناة ملايين اللاجئين في البحث عن سلامتهم وسلامهم وأمنهم على الحدود، وفي البلاد التي يمشون إليها مرضى وجرحى وجوعى وخائفين؛ لتبدو ظاهرة اللجوء كأكبر كارثة إنسانية في التاريخ الحديث وأكبر صفعة إلى ضمير العالم الذي يتغنى بشعارات الحقوق والحريات والتقدم والرفاه، ظاهرة يمثل فيها اللاجئ صورة الإنسان في أكثر أحواله استضعافًا، وأكثر من يستحق كل أنواع العون والمساعدة.)

إلي الذين يحاولون ترميم خراب العالم – كانت الاهداء والملخص العم حول الكتاب

• تعريف المخيم هو عبارة عن قطعة من الأرض تم وضعها تحت تصرف الوكالة من قبل الحكومة المضيفة بهدف إسكان اللاجئين الفلسطينيين وبناء المنشآت للاعتناء بحاجاتهم. أما المناطق التي لم يتم تخصيصها لتلك الغاية فلا تعتبر مخيمات.

• تعريف اللاجئ : هو الإنسان الذي تم إكراهه على مغادرة بلده، هربًا من الحرب أو القتل أو العنف أيًّا كان، أو تعرضه للاضطهاد بسبب عرقه، أو دينه، أو جنسيته، أو توجهاته السياسية ووفقا لاتفاقية 1951 بشأن اللاجئين، يُعَرَّف اللاجئ على أنه كل شخص ”يوجد خارج دولة جنسيته بسبب تخوف مبرر من التعرض للاضطهاد لأسباب ترجع إلى عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه لعضوية فئة اجتماعية معينة أو آرائه السياسية، وأصبح بسبب ذلك التخوف يفتقر إلى القدرة على أن يستظل بحماية دولته أو لم تعد لديه الرغبة في ذلك.

• العمل التطوعي يعرف بانه هو تقديم المساعدة والعون والجهد من أجل العمل على تحقيق الخير في المجتمع عموماً ولأفراده خصوصاً، واطلق عليه مسمى عمل تطوعي لان الانسان يقوم به طواعية دون اجبار من الاخرين على فعله، فهو ارادة داخلية، وغلبة لسلطة الخير على جانب الشر، ودليل على ازدهار المجت ، في الكثير من الأوقات نسمع عن منظمات العمل المدني والتطوعي، حينها يكون الحديث عن الهيئات والأفراد الذي يُكرسون من أوقاتهم أو يُعطون مقداراً ما من المال أو الجهد لمساعدة الآخر في ظل أزمةٍ تكون نَزَلَت به أو جائحة عامّة وقعت علي مُحيط كامل او مجتمع كبير.

• المنطقة العربية حس تعريف الكاتب : وللاسف اصبحت المنطقة العربية منطقة موبوءة بفعل الحروب والنزاعات العسكرية المُستمرة، فإن نصيبنا من الأسي الإنساني أكبر بكثير مما تحوية شاشات التلفاز أو تعرضة نشرات الأخبار، أصبحت كلمة اللاجئين تتردد كثيراً في الأُفُق، ظهرت نكباتهم علي السطح وتراكمت مع الوقت بشكلٍ يجعل الحلول تخرج عن سيطرة المنظمات والهيئات المدنية والاجتماعية التي حتي وإن ساعدت فإن إمكاناتها محدودة ومُقيدة بإطار مُعيّن.

1. في ظل كل هذه الأجواء العامة الصعبة والأزمة الطاحنة التي تخص الحرب الاخيرة حرب الابادة 2023 تاتي شهادة باسم الجنوبي لتنضم الى شهادته بخصوص كل اللجئبين في الدول العربية مع فارق هو انه من غزة وان اطفاله وزوجته ينزحون مع النازحين أهلنا بالجوار ندخل إلي هذه البؤرة العميقة التي تبتلع اللاجئين بين الغربة والونس ، بين نسيان الوطن وحبه حيثيبدأ الكاتب أولي فصولة بالتذكير بأهمية التطوع علي المستويين الفردي والجماعي، لأن كونها أهمية ذاتية تنبثق عن رغبة في مساعدة الغير والإحساس بالأثر الذي يتركة الإنسان في غيره حتي وإن لم يكن يعرفة، فإنها حتماً تنمو بالذات وتخرج من إطار الفرد إلي مُحيط مُجتمعه لترقي به نحو الأفضل.

2. فكرة العمل التطوعي قديمة، ضاربة بجذورها في التراث العربي والإسلامي وهو ما استعرضه الكاتب في أحد فصولة مُستشهداً بآيات من القرآن الكريم وحكايات من تواريخ العرب القديمة، ثم ينتقل بعدها الي الحديث عن الواقع العربي الحالي، فيُبَسط أهمية التطوع وأثره الكبير علي تنمية الدولة ومُساندتها في عوامل النهضة ويضرب نماذج غربية لذلك قبل أن يدخل إلي مراحل تاريخ التطوع المصري منذ نشأته حتي الآن.

3. وكان لابُّد هنا من الإشارة إلي الوضع الذي أصبحت عليه جمعيات العمل الخيري ومؤسسات العمل التطوعي من سوء إدارة وخطط عشوائية أحياناً، ومن تفريغ مُتعمّد وقديم تمارسة الأنظمة السياسية للحد من فعالية هذه الجمعيات وتلجيم دورها ونشاطاتها في أُطُر مُعينة مما أدّي إلي حالة كبيرة من التقاسع والبُطء والخمول علي مستوي الحركة التطوعية وانعكس بدورة حتي علي مستوي الفرد الذي أصبح مُنكفئاً علي حيّزة الضيق الوثيق الذي لن يجلب له المتاعب.

4. يعد الكتاب دراسة حول العمل التطوعي وخاصة فى ملف اللاجئين وظهر هذا جليا فى العنوان الجانبى لأسم الكتاب وهو " مشاهدات متطوع فى ملف اللاجئين" يسرد الكاتب مفهوم التطوع بشمولية وتفصيل بداية من تعريف مصطلح العمل التطوعي على أنه هو رعاية الأكثر استضعافا،ثم معانى التطوع في اللغات الأوربية ما بين مصطلح "philanthropia" اللاتينى والذى معناه حب الإنسان "وكانت معلومة جديدة لأول مرة أعرفها بالنسبة لى".وأختلاف المصطلح حسب كل منطقة وحقبة زمنية والهدف منه وطريقة تحقيقه ما بين help و volunteering و charity. ▪️تناول أيضاً أهم أزمات اللاجئين في العالم، مثل الأستغلال الجنسي للنساء والأطفال، النظرة الأمنية لهم، التمييز والعنصرية ضدهم، والأستغلال في أماكن العنف

5. ثم تحدث المؤلف عن المجتمع المدني العربي و تاريخ ظهوره خلال سبعة مراحل، و ناقش المشكلات المتعلقة به و أسباب ضعف تأثير جمعياته و يرجع هذا السبب إلى حالة الاستبداد التي وصلت إلى الجمعيات و عملها، و عدم القدرة على إدارة التطوع في الجمعيات و عدم تقدير أولويات المشكلات في إختيار ملفات العمل التطوعي و التجاهل الإعلامي لعمل الجمعيات الناشطة و ضعف ثقافة التطوع في المجتمع بشكل عام، كما أن هناك عدة مشكلات أخرى تواجهة فعل العمل التطوعي في المجتمع كثقافة السوق و طغيان الفردية و سيطرة النزعة الرأسمالية على القيم الإنسان

6. ثم تناول الكاتب تاريخ و قضايا اللاجئون و معاناتهم مع الفقر و الذل خارج أوطانهم، و رغم ما كانت تحمله الغربة من آلام إلا أنها كانت إلهاما لكثير من الكُتاب و الشعراء على مختلف لغاتهم و ثقافتهم مما أدى إلى ظهور أدب المهاجر و تكوين روابط أدبية بين الأدباء، و من ثم تحدث الكاتب عن تاريخ كل من اللاجئون الفلسطينيون و السوريون و العراقيون و الأفارقة و السودانيون..و ناقش الأسباب التاريخية الظاهرة والكامنة لسبب لجوء كلٍ منهما لخارج أراضيهِ ، يهاجر اللاجئ من وطنه إلى أرض جديدة بحاثاً عن الأمن و الأمان فلا يجد سوى كل أنواع الألم و الأزمات منذ اللحظة التي تبدأ فيها هجرته، لذلك تحدث المؤلف في هذا الجزء عن عن أزمات اللاجئين حول العالم، التي تتمثل في الإستغلال الجنسي للنساء و الأطفال و المشكلات الدولية الأمنية و القانونية، و التميز و العنصرية، و صعوبة الإندماج بسبب الثقافة المختلفة.

7. عند الحديث عن احصائيات العمل التطوعي وكمية التبرعات المقدمة نرى إشكاليات كبيرة ومهمة وحقيقية ع رضها الكاتب وتحدث عنها ُ واموال الزكاة فهي يكفي لحل مُشكلات الجوع والفقر بالعالم! وهو ما أُشير له من الكاتب بأن فكرة العجز ليس لها وجود ولكنه إهمال وفساد ممزوج بسوء إدارة وغياب تام ومؤكد لفقة الأولويات الذي من المُفترض أن يُنفق علي أساسه من هذه الأموال. تتعدد التعريفات الاصطلاحية لكلمة لاجئ لكنها بالكاد تُشير إلي نفس نوع الحالة التي يكون عليها وصف هذا الإنسان وهيئتة، هارب من وطنة، فار من دياره بسبب صراع أو اضطهاد عرقي أو ديني أو جنسي أو حتي مناخي.

8. أفريقيا والشرق الأوسط هُم أكبر مُصدري النزوح والهجرة في العالم، يتآكل قلبي مع الأرقام التي ظاهرياً ساقها الكاتب ب

سهولة وكتبها جنباً إلي جنب بشئ من الروتين العادي، لكن كل هذه الملايين هي بالأساس بشر! لهم أحلام وطموحات وحياة، لكن كل ذلك تحطم علي صخرة احتدام الحروب وأزمات الأوطان التي لم توفر لساكنيها حتي أبسط مقوماتها المكفولة لها بالحياة وهي الأمان.

9. تحدث الكاتب عن ازمات النزوح في كل بلد من البلدان وتحدث عن كل مسألة بخصوصيتها ، بداية أزمتها ونشأتها التاريخية ،وصراعات البُلدان، والحديث عن المواطنين تحت طي اللجوء إما داخل أوطانهم أو خارجها، فلسطين أم الشتات والأزمة الكُبري التي لم تُحَل حتي الآن، ورغم أن هذه القضية عتيقة وقديمة إلا أن بلداناً نجحوا بسلطويتهم وبشاعة جُرمهم أن يتجاوزوا أرقامها التي حققتها عبر عقود من الصراع، ليبيا وسوريا واليمن والسودان، ومن أزمات العرب لمشاكل لاجئي أفريقيا القارة الأكثر تصديراً للجوء حسب ما أوردة الكاتب في إحصاءاته.

10. تحدث عن الازمة الفلسطينية وذكرها بالتفصيل مع ابراز جوانب الابادة او الحرب الاخيرة وكذلك السورية واللبنانية واليمنية والعراق وكيف تتعامل الدول مع اللاجئون بحيث يفضل اللاجئ الموت على الحياة

11. تحدث بشكل تفصيلي عن الارقام التي تضمّنت ملايين النازحين ولكن عندما قارن الكاتب بين التعاطي المجتمعي الدولي مع الأزمة الأوكرانية الروسية وكيف تعامل الغرب مع النازحين الأوكران وبين ما تنتهجة المؤسسات الدولية في التعامل مع أزمات العرب نفهم التفرقة ونعرف ونفهم الازدواجية ومن السياسة العالمية التي لها اليد العليا بالتأكيد في توجيه ودعم منظمات العمل التطوعي وإعطائها كل الصلاحيات والأولويات لتفريغ الأزمة وسد حاجيات الإنسان مادام من بني جنسنا ويحمل نفس هويتنا وأفكارنا فيجب أن يُحاط بكل سُبُل النجاة والأمان، أمّا غيرنا فيمكن أن نُحيطهم بأسلاك شائكة وأسوار عالية كي لا ينفذون إلينا، أو نُلقي إليهم المساعدات جواً أو نُعطيها لحكوماتهم كي تمنع عبورهم أي طريق يؤدي بهم إلينا، وإن كان لابُدّ فالقليل من الدعم سنُلقيه إليهم رغم حاجتهم للكثير لأن أولوية حياتهم لا تعني لنا شيئاً.

12. نحن نعيش حاليا ابادة منفردة صعبة لاجئون لا يجدون شيئا خسروا كل شيئ وتحدث الكاتب فقال ""ليس من عادتنا اليأس أو التباكي علي أحوال الغير - حتي وإن كان بحق - دون سياق الأمل فيما هو ممكن أن يُفعل لنجدة هذا الغير ومُساعدتة بكل الطُرُق والوسائل المُتاحة والتي يستحقها لأجل أن يُقيم حياتة العادية حتي وإن كان في غير وطنة الأصلي."" حيث ساق الكاتب باسم العديد من الأمثلة الناجحة التي فرّت بحياتها من سطوة الموت في أوطانها وصنعت لنفسها وجوداً في سياقات ومجالات الحياة المُختلفة، ساسة ومُبرمجين وكُتّاب من جنسيات مختلفة كانت تجاربهم ناجحة وفضلاً عن لحاقهم بركب الأمل أعطوا لمن خلفهم بريقاً مُشِعاً في أقسي أوقات الظلام الحالك.

13. استعرض التجربة الألمانية الناجحة في إدماج اللاجئين في المجتمع الألماني الذي تعامل بشكل جدي ومختلف ومنظم جداً ومنضبط من السوريين عقب الأزمات التي حلّت بهم وشردتهم، وكان حثيثاً أن يتحدث الكاتب بصدقٍ عن مصر، أم العرب والتي لا تُغلق أبوابها أبداً في وجوه ضيوفها ولا نصفهم بكلمة لاجيء ولا تُسكنهم الخيام في مناطق بدائية معزولة عن عمق الدولة، فضيوف مصر يعيشون جنباً إلي جنب مع أهلها ويسري عليهم ما يسري علي أصحابها.

.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق