عادت بي هذه الرواية إلى ٤ سنواتٍ مضت، في مدرّج الجامعة حيث يعرض لنا الأستاذ مقطع فيديو قصير، يجلس فيه عجوزٌ مُقعد على كرسيًّ متحرّك وسط غرفة ينظر إلى السقف، يسألنا الأستاذ: هل باستطاعتكم أن تتوقعوا ما يدور في رأسه؟ على اختلاف إجاباتنا أجمعنا على عدة أقول منهم من قال يمقتُ عجزه ومنهم قال أنه يتمنى لو أن باستطاعته الخروج من كرسيّه والحركة.
ولكن الآن أظن أنّ حاله كان كحال إسماعيل في الرواية، يمقت عجزه وكرسيّه، يشغل نفسه بتذكّر ماضيه، وبسماع أخبار جيرانه التي لا يتقصّد سماعها، يشتاق إلى عائلته، ويعدّ أيامه التي يتمنى أن تنتهي.
أحب روايات حديث النفس، أحب ما يجعل المرء يدرك ذاته في ذوات الآخرين، ولكي أعرف ما أخاف منه كما عرفت الآن أنني لا أريد أن أقيّد في آخر عمري في كرسيًّ متحركة لا تتحرك، وغرفة مظلمة.