بداية، جاءت قراءتي لها بعد المرور بالعديد والعديد من المراجعات والانطباعات السلبية جدًا، لذا توقعت ما هو أسوأ مم قد مررت به.
يجوز حظي لم يكن الأسعد حين كانت ( منازل أبناء الطين ) وهي العدد الأول من سلسلة أبناء الغبار هي أول قراءاتي للروائية شيماء هشام سعد.
فبالمقارنة، فقد نالت رواياتها السابقة صدى مدوي من الإعجاب وردود الفعل الإيجابية وبالأخص رواية غرفة إسماعيل كافكا التي دائمًا ما كنت أرجئ قراءتها لجعل ما هو مضمون للاستمتاع في الجعبة وقتما تنضب خياراتي وقتئذ.
شعرت بأن لديها نهر جارف بالأفكار لكني شعرت في المقابل بأنها أفكار ثائرة متزاحمة غير منضبطة، ما جعل الإحساس بربطها مهلهل ومفكك.
كنت أتمنى بقاءها فانتازيا خالصة دون التطرق للنصوص الدينية.
الرواية بها مشاهد وأفكار ليست بجديدة مطلقًا على سبيل المثال المدينة الزجاجية الوارد ذكرها في رواية ١٩٨٤ لچورچ أورويل
ومشهد حرق المتمردين كمشاهد حرقهم بعد إجراء محاكم التفتيش بأسبانيا الوارد ذكرها برواية اللوح الأزرق لجيلبرت سينويه، ولن تبذل أي مجهود لمعرفة أن مشهد حرق الكتب قد مر بك في رواية فهرنهايت ٤٥١ لراي برادبري.
لذا فقط وجدتها خليطًا تزاحمت فيه مشاهد متفرقة من روايات عدة.
الرواية تتناول قصة مريم التي ألقمها جدها الفاتحة وسورة البقرة قبل مماته وأمنها أمانة حفظهما ومحاولة تدبر فهم آياتهما وقتما حظر القرآن وحثها على فهم معانيها.
وأوصاها ألا تتغاضى عما حفظته في قلبها وذاكرتها مدركًا أن امتحانها الأعظم سيكون العيش بما تمليه عليها هذه الآيات وما ترتب عليه من تصادم ما تحفظه مع عالم مدينة الزجاج؛ فأسرت الرحيل منها وصولًا لقلعة الشيطان، وهناك التقت سليمان وكأن كلا منهما وجد ضالته في الآخر فوجد الرفقة الحسنة ونفس المبادئ والإيمان.
بين حرق المتمردين وتأهيل نزلاء مؤسسة إعادة الدمج كنت متقبلة نوعًا ما الأمر رغم تكرار الأفكار كما نوهت سابقًا.
لكن صدقًا من بداية الفصل المعنون بخليفة من طين وأنا أجد صعوبة في استساغة النص المكتوب.
لا أعلم بمنتهى الأمانة إن كنت سأكمل السلسلة، أعترف أني وإن أكملتها فبدافع الفضول لا الاستمتاع.
ربما لن أكمل السلسلة لكني بكل تأكيد لن أخسر فرصة الاستمتاع بغرفة إسماعيل كافكا يومًا ما.
من طبعي لا أقيم الروايات عند كتابتي لانطباعي الشخصي عما قرأت، وسأحافظ على هذا التقليد ما حييت.