يقدم الكتاب سيرة متنوعة للحاخام حاييم ناحوم، والذي كان الحاخام قبل الأخير لليهود المصريين (لا يمكن احتسابه الحاخام الأخير باعتبار ان خليفته استمرّ في منصبه نحو ١٢ عاما فلا افهم كيف يمكن احتسابه من قبل المولفة كحاخام غير فعلي ؟). هالني الفصل الافتتاحي للكتاب والذي يتضمن مزاعم كثيرة عن علاقة اليهود بحركة الاتحاد والترقي ودورهم في اسقاط الخلافة العثمانية فجاء هذا الفصل في اغلبه انطباعيا ومحمل بادعاءات غير موثقة وبطابع تحريضي حتى اني استغربت كيف لشخصية عظيمة مثل ماجدة هارون تكتب مقدمة الكتاب وظني انها لم تقرا هذا الفصل بالكلية .. كما حوى هذا الفصل او الفصل الذي يليه تحميلا مباشرا للإخوان المسلمين مسئولية الشحن الطائفي ضد اليهود والدفع بخروجهم من مصر مقابل مرور سريع للغاية عن مسؤليات اطراف اخرى مثل دولة يوليو عن هذا الامر - اما باقي الفصول التي جرت أحداثها في مصر فجاءت بشكل اكثر حيادية وموضوعية واعتمدت على مصادر متعددة بما ساهم في جودتها نسبيا . حاولت الكاتبة في اغلب فصول الكتاب توصيف شكل العلاقة بين ناعوم والصهيونية لكنها انتهت إلى الحل الأسلم بوصفها بعلاقة وسطى ترفض الصهيونية لكن تتعاطف مع الدافع اليهودي ، واعتقد ان الكاتبة استسهلت هذه النتيجة دون مزيد من التمحيص والدراسة . بشكل عام يوفر الكتاب معلومات هامة خصوصا عن علاقة النخب المصرية بالصهيونية السياسية ما قبل إعلان دولة إسرائيل وأعتقد ان هذا الفصل تحديدا كان يحتاج مزيدا من الإسهاب والتفصيل.. ، كذلك جاءت بعض الفصول الأخيرة في الكتاب بدون مغزى حقيقي سوى الإطناب .. في المجمل هو كتاب صحفي لطيف يوفر بعض المعلومات ونظرة من السطح على سيرة الشخصية محور الكتاب وليس دراسة أكاديمية موثقة او مدققة