"مزرعة الحيوانات" لـِ George Orwell 📖 ..
رواية رمزيّة كُتبت في عام 1945، تُتناول فيها بأسلوب ساخر الأحداث السّياسية والإجتماعيّة التي شهدتها أوروبا في النّصف الأوّل من القرن العشرين، وبخاصّة الثّورة البلشفيّة والتّحولات التي شهدها الإتّحاد السّوفياتي ..
تدور أحداث الرّواية في مزرعة تعود ملكيّتها لمُزارع يُدعى السّيد جونز. تبدأ الحيوانات في المزرعة بالتّمرد على ظروفهم القاسية بعد أن ألهمهم خنزير حكيم يدعى "ميجور" بفكرة الثّورة ضدّ البشر. بعد نجاح الثّورة، تتولّى الخنازير قيادة المزرعة، ويصبح "نابليون" و"سنوبول" القائدين الرّئيسيين ..
الرّواية تسلّط الضّوء على كيفيّة تحوّل الثّورة من هدف نبيل إلى أداة للقمع والإستبداد، حيث تبدأ الخنازير تدريجيًّا في التّحول إلى الطّغاة الذين ثارت عليهم الحيوانات في البداية. تتحوّل المزرعة إلى نظام ديكتاتوري يُشابه في اِستبداده النّظام الذي قامت الثّورة للقضاء عليه. وينتهي الأمر بالخنازير وهي تعيش بنفس الرّفاهية التي كان يعيشها البشر، بينما تعاني باقي الحيوانات من البؤس والشّقاء ..
أورويل اِستخدم الأسلوب الرّمزي بشكل رائع لتجسيد الفساد السّياسي والتّلاعب بالأيديولوجيّات لتحقيق مصالح ضيّقة على حساب العامّة. من خلال الشّخصيات والأحداث، يقدّم نقدًا لاذعًا للإستبداد والتّحريف الذي يصيب الثّورات عندما يتحكّم بها الأفراد الطّامعون في السّلطة ..
تُعد "مزرعة الحيوانات" من الأعمال الأدبيّة الخالدة التي لا تفقد قيمتها مع الزّمن، حيث تقدّم رؤية ثاقبة عن كيفيّة إساءة اِستخدام السّلطة، وكيف يمكن للأحلام الجماعيّة أن تُختزل في النّهاية لخدمة مصالح قلّة قليلة. الرّواية تقف كتحذير من خطر اِستغلال السّلطة وتشويه الأهداف النّبيلة لتحقيق أغراض شخصيّة ..
الرّواية تستحقّ القراءة بجدارة، فهي ليست مجرّد قصّة عن تمرّد حيوانات على البشر، بل هي درس سياسي واِجتماعي عميق يصلح لأيّ زمان ومكان ..