منازل أبناء الطين: عواصف الغبار 1 > مراجعات رواية منازل أبناء الطين: عواصف الغبار 1 > مراجعة أميرة حسن سيد

منازل أبناء الطين: عواصف الغبار 1 - شيماء هشام سعد
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الاسم: منازل أبناء الطين..

الجزء الأول: عواصفُ الغبار.

دار النشر: كتوبيا للنشر والتوزيع.

عدد الصفحات: 140.

عندما رأيتُ العمل لأول مرةٍ وقرأتُ النبذة المكتوبة عنه، ارتعتُ!

أدركتُ ثقل المهمة التي أخذتها الكاتبةُ على عاتقها.. وكنتُ على يقين أن الأحداث العظام التي حدثت في الأشهر الأخيرة وأثر ذلك على الكاتبة وما نشرته على مواقع التواصل خاصتها لن يفضي إلى عملٍ أقل من هذا العمل..

كنتُ أعرفُ أن الجذوة اشتعلت.. وآن أوان إنتاجها..

رغم ذلك.. أعرفُ ـ لأنني حاولتُ قبلًا ـ ثِقل مهمة الكتابة..

الكتابة وحدها ثقيلة.. عبء وعمل شاقٌّ جدًا.. فكيف بخوض دربٍ وعرٍ؟ وحديثٍ شائكٍ وملغَّمٍ...

كيف بمحاولة التمويه والتخفّي.. والمخاطرة بالنفس لأجل كلمة حقٍّ؟

كيف بذلك كله؟

أراهن أنّ الكاتبة تكبّدت كل هذا العناء.. لأن الاختناق بالكلمات أصعبُ..

وحين أرى أنها سلسلة من الأعمال ـ لا عملٌ واحد، وهو ما يليق بهذا الموضوع المستمرّ والمتشعب ـ أتيقّن أنّ هذا الحرف صادقٌ في تبليغ رسالته.. أمينٌ في نشر علمه ووعيه وحكمته..

قلمٌ حرٌ صالحٌ.. يسعى بحول الله وقوته أن يكونَ مُصلحًا..

حديث الكاتبة المختصر في صفحتين تقريبًا عن وسائل التواصل لخَّص نظرتها الاستباقية لتبعات الحاضر..

كل ما قالته موجودٌ وكائنٌ ونعاني نحنُ منه وإن كان بصورةٍ خفيّةٍ أو غير ملحوظةٍ لمن هو غارقٌ فيه..

لكنّ ما وصفته وما قد يبدو للناس مبالغة، إلا أنني أراهُ تنبؤًا من الكاتبة بمستقبلٍ ليس ببعيدٍ..

وهذا ما يرعبني في عملها.. ويدهشني في الآن نفسه!

كل حرفٍ.. كل كلمة.. كل وصفٍ دَقّ أو عَمَّ..

كلهُ محسوبٌ ومرسومٌ بعنايةٍ.. كله دقيقٌ وحقٌّ..

لأول مرةٍ أقرأُ روايةً تُصنّف على أنها خيالية ولا تخلو من التشويق والغموض، ولا أشعرُ بلهفةٍ لحلّ الغموض واستنتاج الأحداث..

وذلك ليس لعلةٍ في الرواية.. بل لأنني أدركتُ منذ البداية أن هذا العمل أثقلُ وأعمقُ من مجرد روايةٍ فانتازيّةٍ أسابقُ أحرفها لأحلّ غموضها وأصل إلى نهايتها بسلام..

قرأتُ العمل بنفسيّةٍ مُغايرةٍ تمامًا..

بنفسيّة بنتٍ كانت لتكونَ كاتبةً لولا أنها جَبُنَت وخافت من ثِقل الأمانة والمهمّة..

بنتٌ تحملُ أفكارًا تؤرقها وتؤجج النيران داخلها.. لكنها تخافُ أن تصوغها.. تخافُ أن تنضمّ لركبِ خلودِ الكُتّاب..

يُعجبني ـ ويثيرُ تعجّبي ـ أنّ الكاتبة حين أرادت أن تعودَ للماضي لتسجّل التاريخ عادت لأوّل الدنيا.. لبدء الخلق.. وهو ما لم أرهُ قبلًا..

لكن.. رابني ـ وأنا شديدة التخوف حين يتعلق الأمرُ بالدين ـ أنّ الكاتبة كتبت عن الله وعن الملائكة ووصفَتْ شعور جبريل عليه السلام وميكائيل.. فلو أنها تركت مرجعًا لنصّ الحديث بين الله جل في علاه وملائكته، يكون ذلك أثبتُ وأوقع في القلوب..

ولا أُفتي؛ لكنّني مرتابةٌ من وصفِ مشاعر الملائكة..

وأكثرُ ريبةً من سماع الشخصيات لصوت الله جلّ في علاه.. لا أعرفُ الحكم الشرعيّ لذلك.. لكنّ نفسي ترهبهُ.

أعرفُ وامتلأُ ثقةً بالكاتبة أنها ما كتبت عن جهالةٍ.. وإنما دققت وحققت وبحثت واستقصت ولم تنقل إلا عن مراجعٍ ثقاتٍ وعقولٍ أفذاذٍ.. لكنّ الإنسان يخافُ وينكمشُ حين يكون الحديثُ عن الله.. ولا بدّ عند الخوض في غمار موضوعٍ يمسّ الدينَ من استفتاءٍ لشيوخٍ ثقاتٍ، وذكرٌ لمراجعٍ نُقل عنها هذا الموضوع..

صحيحٌ أنني ابتسمتُ طويلًا وسررتُ عندما وصلتُ إلى نهاية الرواية فوجدتُ الكاتبةَ قد أجابت على كل شكوكي وظنوني التي دوّنتها أثناء القراءة.. وتحديدًا أنها ذكرت المراجع.. وذلك كان ظني بها وعهدنا بها.

كنتُ في صغري أرتعبُ عندما يأتي الذكرُ على نهاية الزمان.. وكنتُ أظنّ أنني ناجيةٌ ـ بحسبةٍ رياضية ساذجة، أنّ بين علامة الساعة الكبرى والتي تليها أربعين عامًا، وعمري لن يخوِّلني أن أعيش حتى ذلك الوقت ـ

ثمّ كبرتُ.. ورأيتُ أهوالًا تنذرُ بالسوء.. وعرفتُ أنّ القيامة لن تقومَ بين يومٍ وليلةٍ.. وأن علامات الساعة المرعبة تلكَ يلزمها مقدماتٌ وفسادٌ عامٌ..

لذلك..

أعدُّ أحداث هذا العمل واقعية جدًا.. مدينة الزجاج ليست ببعيدٍ عنّا.. وما يحدثُ فيها من بشائع لا تخلو مُدننا منها.. ولعلّ هذا العمل صيحةُ نداءٍ لما بقي من معاقل الإنسانيّة فينا!

بالنهاية..

باركَ الله علم وفهم ورشد الكاتبة.. وأدام عليها مداد قلمها وصوغَ عباراتها وحُسن سبكها.. وأمدّها بجنودٍ من عنده يعينونها ويحفظونها.

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق