هي مأساة الثورة السورية و شبابها بين سجين أو قتيل أو ضحية آلة التعذيب الرهيبة.
العمري خاضها بشجاعة و صراحة صادمة حيث القانا في غيابات جب النظام السوري الحاكم بشهادات ضحايا هذا النظام.
بدأت الأحداث سريعة و مفاجئة لتربطنا فعليا بالخالة و أهل بيتها ..ثم تباطئت رويدا رويدا لتفسح المجال أمام واقع سوري أليم يقصة الضحايا و يتغافل عنه قطاع آخر من المواطنين السوريين- الرماديين- بالداخل أو الخارج رغبة منهم بالنجاه من بطش النظام و استمرارهم بمنطقة الأمان النسبي، ينتقل بنا العمري إلي تعريف بيت خالة السوريين جميعا و ما يمثله من هاجس يهدد المجتمع السوري بكافة أطيافه.
رحلة في أعماق النفس البشرية بين الجلاد الذي يخلق الأعذار لأفعالة منابذا الله في ملكوته ، أو الضحية الذي قد يهتز إيمانه أو حتي يفقده نظرا لما مر به من أهوال.
محدودية الأبطال قلصت الأحداث في الرواية، و كثرة الشهادات الصادمة أفسحت المجال للتوثيق دون السرد.
هل كان بالإمكان خلق مزيد من الشخصيات بالرواية من ضحايا الشهادات المختلفة لتصبح واقعا حيا يثري الأحداث لصالح الجانب الروائى؟؟
في رأيي هي نصف رواية يكملها نصف كتاب..و بين الاثنين انتقل العمري واصفا بإقتدار مشاعر و معاناة البشر في كل زمان تحت وطأة القهر ، الطائفية ، أو العنصرية البغيضة.
كعادته يتركنا العمري بعد أن يضع بصماته في الوجدان..بين ألم يحيي الضمير ، و أملا يهدي السبيل.