اسم الرواية : شِمياطِس

اسم الكاتب : هيثم موسى

عدد الصفحات : 219

دار النشر : إبهار للنشر والتوزيع

تبدأ الرواية بداية غامضة حيث يعود شاب من عمله في وقت متأخر من الليل فيجد لِصان يقومان بسرقة شقته و قبل أن يستطيع أخذ رد فعل علي ما يحدث يقومان بالقضاء عليه.

ثم نجد أنفسنا نخوض مغامرة عبر القطار برفقة الصحفي الشاب أمير إلي محافظة المنوفية تحديداً قرية شمياطس هذة القرية التي تدور فيها جميع أحداث الرواية إلي نهايتها يذهب إليها أمير للفوز بسبق صحفي حول فتاة تُسمى جناين و ما يُثار حولها من شائعات و حدوث أحداث غريبة جميعها مرتبطة بها، فيبدأ بجمع المعلومات عنها بدأً من الحاجة زينب التي كانت وجهته الأولى أثناء وصوله للقرية ثم كامل ابن عمدة القرية، ليجد أمير نفسه يتحول من صحفي يجمع معلومات لسبقة الصحفي إلي جزء من هذه الأحداث.

يعرف أمير أن الكثير من أهل القرية أصابهم الأذى من الجن ويحاول كامل أن يخلصهم و يخلص نفسه أولاً من الأذى الذي لحق به.

يجد أمير نفسه ينتقل مره تلو الأخرى برفقة كامل و حسان الدجال الذي لجأ إليه كامل لتخليص أهالي القرية مما لحق بهم.

فنتعرف علي عشائر من الجن بعضهم يأتى بطلب شخص له و البعض الآخر يأتي بمفردة دون أن يدعوه أحد.

يُلقي الكاتب الضوء علي عدة موضوعات منها معتقدات أهالي القرى حول الجن و كثرت لجوئهم إلي الدجالين، بعض الناس يكون إيمانهم بالله قوى فيرفضون اللجوء لمن سواه في تخليصهم من الأذى الذي يلحق بهم، إلقاء الناس أصابع الإتهام علي شخص بعينه دون أن يكون له ذنب فيها سواءاً كان سبب ذلك أخذة بذنب أبوية أم لتصديقهم بشائعات حوله دون ثبوت ذلك عليه و دون أخذ معاملته الطيبة لهم في عين الإعتبار فقط بسبب شائعات يجعلون الشخص منبوذاً لبقية حياته، التنمر علي الشخص بسبب هيئته التي لا ذنب له بها فهي الهيئة التي خلقة الله عليها و هي أحسن صورة له.

جاءت اللغة فصحى سرداً و عامية حواراً بما يتناسب مع البيئة المحيطة بأحداث الرواية.

الغلاف الجديد للرواية مخيف علي عكس غلافها الأول لكنه يناسب أحداث الرواية.

هذه قرأتي الثانية للكاتب و الذي لم أكن محظوظة بالتعرف علي قلمة منذ بدايته وجدت تطور في اللغة مقارنة بأحدث رواية له الذي كانت بالنسبة لي بداية تعرفي علي قلمه و مدخلاً إلي عالم كتاباته.

الحبكة كانت قوية و الأحداث غير متوقعة.

مع تتابع الأحداث و تعاقب فصول الرواية إلي أن شارفت علي إنهائها و أنا أتساءل ما علاقة بداية الرواية بباقي الأحداث و من ذاك الشاب الذي قُتل في بدايتها لتأتي النهاية مُجيبة علي هذا التساؤل و أتضح لي إرتباط بداية الرواية بنهايتها مما جعلني أندهش من براعة الكاتب و قدرتها علي ربط بداية الرواية بنهايتها دون أن يتوقع القارىء ذلك.

تسألت أيضا عن سبب إختيار الكاتب لإسم الرواية و جعل أحداث الرواية تدور في قرية شمياطس لتأتي الكواليس التي يضعها الكاتب في نهاية رواياته و التي أعجبتني جدا فكرتها عند قرأتي لأحداث أعماله فأحب أن أجدد إعجابي بها و كانت إجابت هذا التسأول موضوعها بها.

كما نَوه الكاتب منذ بداية العمل علي أن قرية شمياطس هي مجرد مكان تدور فيه أحداث الرواية و لكن تلك الأحداث أغلبها من نسج خيال الكاتب ولا علاقة لها بالقرية و أهلها عدا جزء صغير كان جزء من أحداث حقيقية.

استمتعت جدا بقرأتي للرواية التي تجذبك منذ صفحاتها الأولى و تجعل الفضول يدفعك لمعرفة ما سيحدث إلي عدم تركها إلي أن تصل لنهايتها