اسم المجموعة القصصية : جلسات نسائية خاصة
اسم الكاتبة : سمر الفيومي
عدد الصفحات : 128
دار النشر : إبهار للنشر والتوزيع
" والآن بعد رحيل والدتي، على مَن سأقص حكاياتي المشتتة لتضع هي لمستها السحرية بكلمةٍ واحدةٍ "
هذا ما جعل نيرمين تقدم علي خطوة مهمه في إنقاذها من شبح الوحدة و عدم وجود من تقص عليه حكاياتها و أيضا تمد يد المساعدة لنساء أخريات نهشتهم الوحدة ولا يجدن من يؤنسهن و يستطعن إن يبوحن له
مجموعة قصصية مكونة من عشر جلسات تتبادل فيه كل إمرأة حكايتها و لها حرية تغيير اسمها و معلوماتها او عدم البوح بهما من الاصل و هناك ايضا ميزه و هي وجود اقنعة لإخفاء الوجهه لمن ترغب في ذلك.
❞ كم من المشاعر التي تسكن قلوبنا والكلمات التي تختنق بها حناجرنا، ونتمنى لو أن البوْح كان بالإمكان! ❝
الجلسة الأولى : رائحة الياسمين
تبدأ الجلسة الاولى سيدة جميلة جدا للوهلة الأولى يظن من يراها إن امرأه مثلها بكل ذلك الجمال لا توجهه اي مشكلة بل ما الذي ستتعرض له امرأة فاتنه مثلها ؟
"و لكنها كان جمالها بوابة وحدتها الأبديه"
❞ ربما سأظل أنا الياسمينة الوحيدة التي لم يستنشق عطرها أحدٌ!❝
الجلسة الثانية : الرجال لإنعاش الذاكرة فقط
قررت مريم إن تحكي حكايتها بعد خوضها لزيجتين بائتا بالفشل فهي كانت تحتاج لزوج يستمع إليها يشاركها تفاصيلها تستطيع أن تشاطرة ما تشعر به و ما تحبه و ما تكرهه ولكنها وجدت نفسها وحيدة رغم زواجها فقررت الإنسحاب.
❞ هو بحاجةٍ لمن يرعاه وأنا بحاجةٍ لمن يهتم قليلًا .. فقط يهتم. ❝
الجلسة الثالثة : دلال
❞ السيدة مريم أن الأسرة الجيدة لها هذا التأثير على حياة أبنائها؛ فلقد كنت أظن أن الأسر المفككة هي مصدر الأذى فقط، لكن الآن أيقنت أن لكل منا نصيبه من الحزن. ❝
هذا ما بدأت به دلال حديثها قصت علي مسامع الحضور مع عانته و تعرضت له من أسرتها و آثر فيما بعد علي حياتها مع زوجها وعلاقتها بأبناءها فهل ستستطيع الغفران و تخطى ذاك الأذى الكبير الذي تعرضت له؟
الجلسة الرابعة : موعد مع مجهول
❞ قصص السينما ما هي إلا تجسيدٌ لجزءٍ بسيط من الواقع مع محاولات تجميله؛ حتى لا ينفر المشاهد، فالواقع أكثر سوءًا. ❝
هذا بالضبط ما كانت تعتقده عند مشاهدتها للمسلسلات من نوعيه ان تكون الفتاة هي من تعول والدتها و إخوتها الصغار ثم تلجىء لطرق محرمة من بيع نفسها و غير ذلك و لكن عندما اصبحت تعيش نفس التجربة و جدت أنها لم تكن مجرد مشاهد بل هي متمثلة في المجتمع فالواقع أكثرا سواءاً مما كانت تتصوره.
الجلسة الخامسة : توقيت العمر الضائع
أن تعيش حياتك بأكملها مع شخصٍ لا يعرفك، ولم يراك مرةً واحدةً على مدار سنواتٍ طويلة؛ يجلس بجانبك لكنه لا يراك لست بطفلة تتململ من إهمال زوجها؛ لأنه لا يرى فستانها الجديد أو صبغة شعرها، بل إنه حقًا لا يراني
ماذا تفعل المرأة بعد مرور سبعة عشر عاما علي زواجها و وجدت نفسها تعيش مع شخص لا يعرفها بل لا يعرف ابسط الاشياء عنها ؟ تشعر أن تلك السنوات ضاعت من عمرها هباءاً
معاناة امرأة تعيش مع زوجها الذي لا يراها لا يهتم بما تحبه لا يعرفها حقا لا يهتم بها أبداً حتي شعرت أنها تعيش وحيدة بعد مرور سنوات كثيرة علي زواجهم قررت أنه إن كان بالعمر ايام معدودة فهي لا تريد أن تحياها بجوار من لا يشعر بوجودها فلا يوجد ما يسمى بالعمر الضائع ذاك التعبير الذي يجعلنا نستسلم لواقع نعيشه يؤلمنا و بإمكاننا تغيرة و تخفيف ألمنا و لكننا نستسلم .
الجلسة السادسة : عزيزي الغائب الحاضر
ماذا إن كان عقل المرء هو من يجعله تعيساً، هو من يجعله يتشكك في كل من حوله لا يجعله يعيش حاضرة بسعادة و يختلق بداخله الكثير من الإحتمالات و التي جميعها ليست الحاضر الذي يعيشه
هذه الحكاية مختلفه فهذه المرأة تحكى عن حياتها الجميلة التي عاشتها بجوار والدها و والدتها و تفاجأ بفقدها كل حياتها والدها و والدتها ثم زوجها الذي لم يمر علي زواجهم الكثير تصبح و حيدة و لكنها تقرر أن تجعل زوجها رغم غيابه حاضراً في كل تفصيله في حياتها .
❞ «اليوم أتممت العام السابع على الفراق وما زال الحديث مستمرًا؛ فلا يغرنك الفراق؛ فالود أوصاله ممتدة ❝
الجلسه السابعة : فرص ضائعة في الإنتقام
في الكثير من الأحيان يكون الأهل عاملاً رئيسياً في تدمير حياة أبنائهم دون وعي منهم بإلقائهم علي كاهلهم مسؤوليات كثيرة فقط لانهم الأبناء الاكبر سننا فيصبحون حقل تجارب يُسلب منهم حق الإختيار في أبسط الامور في حياتهم و عندما يظن الابن إن نجاته في شيء معين يتشبث به بكل قوته و لكنه يكتشف إنه خرج من عبودية أهله و تنفيذ قراراتهم إلي عبودية بمعني آخر فتكرس المرأة حياتها لزوجها و ابناءها دون الإلتفات لنفسها او تخصيص وقت معين لها و لما تريد تحقيقه و عندما تستفيق تجد ان الآوان قد فات ف عطائها الذي كانت تمنحه أصبح فرضاً عليها و عندما تهبها الحياة فرصه لتستعيد ما سُلب منها تجد نفسها تنتقم لما حدث لها و لكن في المكان الخاطئ.
الجلسة الثامنة : الدواء فيه سم قاتل
ماذا يحدث للمرء عندما يعيش طفولة قاسية و يتعرض لإنتهاكات في سن صغيرة و تتوالي عليه الصعاب فتتدمر نفسيته و حياة و عندما يلجىء لمن من المفترض أن يعطيه الدواء و يساعده علي الشفاء بطبيعة وظيفته فيجد نفسه قد تلقى الدواء و لكنه بداخله سم قاتل يقضى عليه فبدلاً من التخفيف وطأة ما ألم بالمريض تصبح حالته اكثر سوءاً
الجلسة التاسعة : ثم تهزمك الذكرى
عندما يعيش المرء في وهم بعيداً عن الواقع، و الأسوأ من ذلك ان يكون المرء مدركاً تمام الإدراك لذلك الوضع الذي القى بنفسه في براثنه فماذا يستطيع أن يفعل حيال ذلك لينقذ نفسه مما ألقى نفسه فيه؟
الجلسة العاشرة و الأخيرة : الحياة ليست عملاً سينمائياً
❞ اليوم جلستنا الأخيرة على الرغم من عدم وجود بطلة لحكاية جديدة، ربما تكون جلسة وداع لبعضنا البعض وطبطبة أخيرة لقلوبنا. ❝
تلك هي الكلمات التي قالتها نيرمين في بداية الجلسة الآخيرة
ولكن هذا الجلسه كانت مختلفة ف بطلتها و التي ستتحدث اليوم هي نيرمين صاحبة فكره هذه الجلسات، فنجد أنه لا توجد امرأه سلمت من المعاناة و الوحدة فقد نكون جميعنا مررنا بنفس التجربة مع إختلاف الأدوار.
المجموعة القصصية عبرت عما تعيشه المرأة أخذاً من لسان كل من تحدث في هذه الجلسات فهي تحكي واقع نعيشه.
استطاعت الكاتبة جعلي أتأثر بما عانته هي إمرأة تحدث في هذه الجلسات و من لم تتحدث أيضا.
بلغة فصحى سلسه جميلة ابدعت الكاتبة في السرد و الوصف و توصيل المشاعر للقارئ.
استمتعت بالمجموعة القصصية و تألمت أيضا من قسوة ما تعانيه المرأة.
اعجبت اكثر بأسلوب الكاتبة في هذه المجموعة القصصية عن الرواية التي قرأتها سابقا لها.
اقتباسات
❞ أكثر ما تحتاجه المرأة هو الفضفضة والحديث ليس إلا. ❝
❞ كلما رأتني حزينةً صامتةً قالت لي: تحدثي يا ابنتي، ففي الحديث تجدين الراحة. تحدثي إلَيَّ، أقيمي حوارًا مع نفسك أمام المرآة، أفرغي ما بداخلك في ورقةٍ ما ثم مزقيها ولا تحتفظي بها ❝
❞ لست ثرثارةً بطبعي، إنما هو الشغف بما أحب، وبالحديث إلى من أحب؛ فأعشق شعور الشغف عندما يصيبني، لو كان مرضًا لتمنيت ألا أُشفى منه أبدًا، يحمل ما يحمله من طاقةٍ تدفع للاستمرارية، تشع بالحياة والبهجة، الوضع لا يقف عند شغفي أنا فقط، بل يمتد ليجعلني أعشق شغف المحيطين بي أيًا كان اختلاف هواياتهم؛ فأنا أحب التعامل مع الشخص الشغوف فهو يمدك ببهجةٍ وطاقةٍ إيجابية ❝
❞ الشغف أعظم شعورٍ يصيب الإنسان؛ فإذا لم تكن لديك شيءٌ تهتم به ويلهب إحساسك بالطاقة والسعادة فعليك جديًا أن تبدأ في البحث، وافنِ نفسك فيه حتى تكل منه وتزهده، ثم ابحث عن غيره؛ فما نفع الحياة بدون حماس الشغف وجنونه، ❝
❞ لا أنصحكم بالغفران من أجل من آذوكم، لكن من أجل أرواحكم المعذبة؛ فمن حقها علينا أن نتركها ترقد بسلام. ❝
❞ فخوضك للتجارب ومعايشتها مع أصحابها يختلف تمامًا عن توقعاتك لردود الأفعال. ❝
❞ ما من خطوةٍ تخطوها دون خطأٍ ما، فلا تسعى يومًا لتكون ما لست عليه، تحاملك على نفسك يجعل منك مسخًا مشوهًا، إنسانًا بلا كرامةٍ يتجنب الانخراط في الحياة ويعيش على الهامش تجنبًا لأي حدثٍ عارض يُفاجئه يومًا، تذكر دومًا أنك ❝
❞ تفتت الذكريات الحلوة، اندثرت تحت أنقاض الغضب، لا معنى للغفران في بعض الأحيان. ❝
❞ أتدرين ما المحزن حقًا؟! إنه ليس شعور الفقد لمن نحب برحيلهم أو موتهم، بل استمرارية الحياة في بعدهم هي المؤلمة، شعورك بأن الحياة تمضي في غيابهم يؤلم جدًا، إدراكك أن بك أو بدونك تستمر الدنيا، فهم كانوا بالأمس معنا❝
❞ لقد أخطأت حينما كرست كل وقتي لهم وما أعانيه الآن ما هو إلا جني لثماري؛ فهذه هي الأنانية التي تعودوا عليها، ظننت أن ثمار العطاء تطرح حنانًا ومودةً. ❝
❞ وتلك إحدى دروس الحياة أيضًا؛ فليست كل الصور المجتمعية التي يبرزها الناس حول بعضهم البعض حقيقية دائمًا؛ فهناك الكثير من الزيف والتفخيم المبالغ طالما هذا الشخص يجيد الابتسام أمام الكاميرا. ❝
❞ الأحزان أعمق من أن تداوى بالكلمات، ❝