يستهل بلال فضل تغريبته الجديدة " فندق الرجال المنسيين " بذلك الإهداء.
❞ أمي الحبيبة: ماجدة السيد إبراهيم
لعل بعض هذه الحكايات يمتعكِ، فتقولين أجمل ما تقولينه حين ترضين عني:
"يخرب عقلك ده انت مصيبة". ❝
في لقاء آخر مع بلالنا وليس أخير إن شاء لله، من ثنيات الغربة وطرقات البعد والسفر. بداخل سراديب أمريكا وتركيا ونيويورك، والهجرة المجبورين عليها كرهاً أو طوعاً. يكتب إلينا بلال في لقاء ورقي بجانب لقائاته اليوتيوبية في سنينه الأخيرة، وبين ذلك وذاك أجد غربة بلال في حديثه, وأجد وطننا في غربته، فما أبشع الوطن ونحن غرباء بداخله وخارجه.
من حقك أن تستغرب بالطبع، لكن من واجبك قبل استنكار المر أن تلعن الذي أمر منه. ❝
فندق الرجال المنسيين: مجموعة قصصية ذاتية جديدة من حياة بلال، ربما سمعت جزء منها في حلقات مصورة مسبقاً، لكنه كتبها بطريقته المميزة التي دائما ما تجعلك تقول مع حفظ كل الألقاب " يخرب عقلك ده أنت مصيبة " وهكذا وجدت مصيبة بلال في كل قصصه، ووجدت الاسكندرية القديمة ونيويورك وشيكاغو وتركيا، وطرابزون، والهايد بارك وشيطانها ووجد الكثير من الأنس في رتابة تلك الأيام الخانقة من شهر أغسطس.
وهو كاتب كل الأوقات بالنسبة لي.
يسألني صديق عن المقالب التي لا أنساها، فأقول له إن المقالب كثيرة، ما لا يمكن أن أنساه منها، حتى لو حاولت هي المقالب التي أخذتها في البشر وخصوصاً في الأصدقاء، ❝
أعجبت بيهم جميعاً، ولكن فضلت بعضهم على بعض تفضيلاً، وأفضلهم بالنسبة لي، تلك القصة التي تناولت قصته مع أم الكباتن، التي اذكر إني سمعتها من قبل على اليوتيوب وكم كانت ملهمة إلي، وكم كنت أحمق لأظن أن المشاهير، والكتاب والنقاد، وغيرهم من المزدحمين في حياة الشهرة والأشغال، لا يهابون الموت، وأن الموت لنا وحدنا نحن ضعفاء الهمة ونحن فقراء مصر، وضحايا طبيب الفلاسفة المعاصر. ولكن الموت لا يهاب أحد، ولا يخشى أحد، وإذا جاء لا يستأخر ولا يستقدم ولو ساعة.
"❞ هل يرسل لنا الكون رسائل تضامن غامضة في أوقات الشدائد، أم أننا نتوهم ذلك لكي نضفي على عبثية واقعنا بعض المعنى؟ ❝
لو جاء إليك الموت محملاً بالهدايا، أو بالخبايا فهو موت على كل حال، لو تجلى إليك في صورة الخوف القهري، والوسواس الذي لا يموت فهو موت صغير في حياة فانية تفنى بموت كبير. فإنه لكرب عظيم، كتب على بلال ويكتب علينا في كل لحظة بين الحين والأخر. لذلك تلك القصة بعينها أحمل إليها معزة أخرى.
"❞ وبما أن الله أكرمك فتجاوزت الحنين إلى الماضي وقررت أن تواجه ببسالة رزالة الحاضر، فكيف يمكن أن تتجاوز الخوف من الآتي وهو يطبق على صدرك كل ليلة؟ ❝
من الغربة، من نيو يورك، من امريكا خصوصا، إنها تغريدة بلال، وإنها تغريدتنا نحن جميعاً، كما أقول دائماً نحن منه وهو مننا مهما تباعدت الظروف وفرقت بيننا الأوطان، وشتت بيننا وطننا نحن، فهو متخصص في تشتيت ابنائه بين ثنيات الأرض والجبال والبحار. لذلك أسأل الله أن يجمعنا نحن دائماً في قلم بلال الصادق، وكل من معه في غربتنا الإجبارية.
❞ "كل مدينة كبيرة بها أخشاب طافية على السطح، ليست إلا حطام الرجال الذين جرفهم إليها تيار اليأس والإحباط، أجسادهم ❝"
شكراً بلال فضل.
تمت 28 -8 -2024