لا أعرف هل أقيمه بخمس نجوم لأنه أعجبني، أم لأنه أوجعني. بكيت كثيرًا أثناء القراءة، كانت ذاكرتي تهيل علي من مخزونها مع كل فقرة، تفتح جروحًا لم أع أنها موجودة، أشياء بعيدة ليست بالضرورة مستني شخصيًا، لكنها الصدمات المتوارثة التي تجد طريقها إلينا عبر الجينات. فاطمة، ورمزي، وراجي، والأم سعاد، والأب، والجدة فاطمة، وكأنهم جميعًا ضحايا الصدمات الجماعية المتوارثة.

مذكرات فاطمة قنديل ولغتها العارية وسردها السلس لأحداث هي أبعد ما يكون عن السلاسة، ثقيلة وبديعة وموجعة. لم أعرف فاطمة قنديل من قبل، لكني بكيت أمها بصدق، لم أعرفها من قبل لكني أشفقت على راجي أكثر مما مقته، لم أعرفها من قبل لكني الآن أعرف كم أحبت رمزي وكم تعلقت به وكم خذلها.

أعتقد أنني لن أتمكن من ترشيح تلك المذكرات للجميع، ليست تلك النوعية من الكتب التي أعطيها العلامة الكاملة وأدور أتحدث عنها في كل فرصة. هذا الكتاب ملك فاطمة وحكايتها التي ستختار بنفسها من يقرأه.