رحلة للبحث عن صفاء الروح وتنقية القلب والتطهر من خطايا الماضي بطلها يحيى الذى تخلص من اخيه طمعاً فى زوجته !.
بماذا تذكرك هذه الخطيئة ؟ هي اول خطيئة للانسان على الأرض بعد هبوطه من الجنة. قصة قابيل- او كما يدعى قايين - وهابيل بالطبع.
قدمت الكاتبة رؤيتها للخطيئة على انها شفرة متوارثة تنتقل من جيل الى جيل حتى اخر الزمان. كلنا يحمل هذه الشفرة الوراثية بالتأكيد. الفارق هو مجاهدة كل انسان لها ومدى نجاحه ونجاته بنفسه او فشله وسقوطه وغرقه فى الوحل اكثر واكثر.
يخوض يحيى رحلة طويلة وشاقة تبدأ من اعلى درجات الشر وانتهاءاً بأعلى درجات البر والاحسان والخير. هذه الرحلة تعطيك الأمل ان التطهر ممكن وما زال امام ابن آدم الفرصة للنجاة طالما انه ما زال على قيد الحياة.
تصحبك الرحلة من مصر حيث بدأت خطايا يحيى الى تركيا حيث الخلاص والولادة من جديد.
رواية فلسفية بطريقة غير معقدة ، صوفية الهوى ، كان ينقصها القليل من التفاصيل الصغيرة والمعلومات - التى ارى انها كانت ضرورية بعض الشىء - فى بعض المواضع من الرواية والتي ربما تركتها الكاتبة للقارىء كي يبحث بنفسه او رغبة منها فى عدم خروج الاحداث عن الخط المرسوم لها من البداية.
على كل حال هى رواية جيدة جداً لا تقل جودة عن نوڤيلا - الصغيرة التي عاشت مرتين - والتى حازت على اعجابي هي الاخرى بعد قرائتها منذ وقت مضى.