"لا احد يخرج سليمًا بعد أن يتم التهامه. الحكايات كاذبة، من يخرج سيحيا بوجه ممضوغ وجسد ممزق، وقتها سيطرده البشر وينفونه في الغابة وحيدًا، فيصبح بعد فترة وجيزة غولًا. هكذا تولد الغيلان، من بطن المأساة."
- حبة بازلاء تنبت في كفي.
_____
تولد الغيلان من بطن المأساة. جملة مرعبة، إشارة لكل من يتسبب في مأساة أحد، فيحوله لغول، وَحش، شرير. أنه هو ذاك الغول والوَحش والشرير! أنه من يستحق عقاب الغول، لا الغول. وأنه من كان له الحق في أن يستحيل غولًا بالمعنى المقصود!
هل تكفي معاناة البعض: حزنه، بؤسه، فقده، إعاقته، دمامته، لتشفع له؟ لتبرر أفعاله؟!
هل يتبرأ بها مما يُلحقه من ضرر بالآخرين؟
هل يستحق الشفقة، لا اللعنة، ذاك المُعذب، الذي يُعذب غيره، ربما عن جهل أو حتى عن عمد؟!
أنانية أم حق، أم رغبات وحشية، تلك التي نهدم بها بيوت عامرة، وننهي حياة ساكنيها؟!
ضعف أم تضحية، تلك التي تلزمنا الصمت والرضوخ والقناعة بالهزيمة، والاستسلام للواقع، الواقع الغريب، الشاذ، المقيت؟!
جزء كبير من شخصية الأبناء وتكوينهم، مرهون بشخصية وسلوك والديهم، وإنه لأمر مفزع!
_____
حبة بازلاء تنبت في كفي..
واقعية لدرجة حزينة مفجعة..
أسلوب ثقيل، طريقة كتابية متعمقة في العمق!
تحتاج إلى تركيز، وإلى ألّا تفهم ما هو مكتوب، كما هو مكتوب!