#أحمدمجدي

خلونا نبدأ مراجعتنا هنا مع الأنطباع الأخير.

أول ما وصلت للنهاية وخلصت الرواية لقيتني بقول في نفسي

"أنت جبت الدماغ دي منين يا جدع؟؟ دي دماغ ألماظات"

أقسم بالله أسيادنا راضيين عليك،

أيه ده؟ أيه الحلاوة دي؟ هو في كده يا جدعان؟ هو في ايه بقى؟؟"

أنا حرفيا مش قادر أستوعب الكاتب كتب الرواية دي إزاي..

دي مش رواية أصلا دي تحفة قسما برب العزة.

ويلا بينا نبدأ المراجعة مع الانطباع الأول

أكيد ممكن نعرف من شكل الغلاف والكلمة على الظهر والتعريف إن الرواية نفسية بوليسية اجتماعية مع شوية فلسفية ولو عايز تحط رعب مفيس مانع

أما عن الغلاف نفسه فهو صراع ما بين الأسود والأحمر الموجود بكثرة ودموية وبصراحة الغلاف تحفة فنية ويعتبر لوحة لوحدة واختيار الخط كان مميز.

والمقدمة كانت حلوة أوي والافتتاحية كانت متميزة بس خلوني أقول أنها كمان عبقرية.

مشهد البداية كان ماستر يا جماعة الكاتب بيدخل معانا الرواية من مبدأ شايف العصفورة؟

الكاتب حرفيا دخل علينا بشوية حلويات وفطير بالشيكولاتة على موتوسيكل دليفري وقال شايفين عامل الديليفري؟؟

الشاب الحليوة الطموح الرومانسي اللي عيد ميلاده النهاردة ده؟؟

شايفين الأمل على وشه رغم الظروف السودة اللي عايشين فيها دي؟؟

أهو الشاب ده هيموت كمان دقيقة موتة صعبة جدا مرعبة وغامضة وملناش دعوة بيه خالص وانسوه بقى.

حرفيا انا اشتريت يا عمنا وعايز من كده كتير.

ويلا بينا نتكلم عن العمل وفكرته.

بصو هو العمل وفكرته حاجة كده صراع ما بين المنطق واللامنطق والوعي واللاوعي، لو عايز تفهم الرواية يبقى لازم تكون شفت على الأقل فيلم "أنفصام أو Split" أو ثلاثية إيسترايل كاملة.

والله العظيم ده واحد من أصعب المراجعات اللي كتبتها في حياتي أنا بقالي يوم كامل برتب فيه أفكار.

أصل فكرة العمل معتمدة على خيال جامد صراحة وجاحد كمان تخيل معايا كده جريمة قتل بشعة وضحايا كتير وطبيب نفسي مصاب بالإنفصام أو خليني أقول متعدد الشخصيات الخيالية وتحقيق نفسي وتنويم مغناطيسي وما خُفي كان أعظم.

الميزة في الفكرة إنها مجنونة مش تقليدية وكأننا في نمط رواية غير طبيعية بالمرة،

وفي وسط ده كله أنت كقارئ مش فاهم حاجة بس مبسوط وعمال تكمل قراءة وفجأة تلاقي نفسك فهمت حاجة والكاتب لما يعرف إنك فهتم يقوم يقلب عليك الترابيزة وينسف كل أفكارك في كلمة واحدة.

ولو جينا للكلام تعالوا نتكلم عن اللغة في العمل

الرواية بالكامل باللغة العربية الفصحى وبسيطة في المصطلحات وغير متكلفة ولكنها بلاغية وشاعرية وفي رأيي هي صالحة لكل القراء بداية من 15 سنة عشان الأطفال مش هتفهم حاجة وهيجيلها صداع نصفي من أول فصلين.

عن نفسي كان في مزيكا في الكلام والتعبيرات والوصف والسرد والحوار.

نت مبسوط جدا جدا في القراءة لولا مشكلة المراجعة اللغوية، للأسف كان عندنا كام خطأ إملائي أو لغوي في الرواية بس مش ملحوظ على مستوى العمل كله.

بعض المصطلحات تقف معاها وتقول يا سلام عليك يا سيدي زي مثلا

❞ العرائس هي جمهور مسرح البشر، ❝

❞ كل هؤلاء الذين قضوا دهورًا محبوسين داخل أسوار مملكة اللاوعي الأعظم.. ‫ لقد انفتحت البوابة.. وخرجوا مهلِّلين.. ‫

الحزن.. كثرة التفكير.. جلد الذات.. الصدمة.. الألم.. الغضب.. وقاد مسيرتهم سيدهم الأوحد.. الجنون.. ❝

وللأسف كان في مشكلة تانية ظاهرة بشكل أقوى وهي تنسيق الحوار، كان لازم يتم تسيق الحوار في العمل بشكل أحسن من كده، ولو اتكلمنا عن الحوار فلازم نقول:

أه ثم أه ثم أه من الحوار، كل جملة حوار محطوطة صح ومعبرة جدا جدا عن كل شخصية وتكاد من فرط الجمال أسمع صوت الشخصية وهي بتتحدث.

ولو جينا عند الشخصيات في العمل فلازم نقول أنها استثناءية

حرفيا الشخصيات في الرواية كتييييير جدا بس قليلة جدا عشان كل شخصية حاملة جواها شخصيات تانية خالص وأفكار تانية خالص خاص.

من وجهة نظري إن شخصيات العمل ده كله ممكن يتعمل عنها دراسة مفصلة.

ي كل شخصية منهم عايزة رواية لوحدها أصلا.

ومع كتر الشخصيات إلا إن كل شخصية محطوطة لسبب وغاية وهدف ومش هتفهم حاجة غير في النهاية.

وأخيرا تعالوا نتكلم عن النهاية والخلاصة.

الرواية دي فعلا استثنائية ومش طبيعية ودخلت قلبي واتربعت وبقى ليها مكانة زي بالظبط رواية "حبة بازلاء تنبت في كفي" وبكل تأكيد أنا الكسبان من قراءة العمل ده وتجربة الاستمتاع بالعمل ده معتقدش انها هتقف عند مرحلة القراءة الأولى، في يوم ما لازم أرجع وأقرأ العمل ده تاني وإن شاء الله هجيب نسخة ورقية منه وهيكون عليها توقيع الكاتب.