رواية / قناع بلون السماء
الكاتب / باسم خندقجي (فلسطين_نابلس)
عدد الصفحات / 239 صفحة
قناع بلون السماء الرواية الحاصلة على جائزة البوكر لعام 2024 للأسير باسم خندقجي القابع في السجون الاسرائيلية هذه الرواية تُعد تحدياً للقيود وللصمود وإصراره على الكتابة في كثير من الموضوعات وليس مقتصر على أدب السجون وشؤونه إنما يخرجُ لنا بهذا العمل الأدبي من خارج القضبان
نور الشهدي الباحث الغير قانوني في التاريخ والآثار ، كان مفتون بهذا التخصص بعد ما شغفته الأرض عندما عمل في نقل وغربلة الأتربة من موقع آثاري في القدس لينتهي به المطاف في الالتحاق ببعثة معهد ( أولبرايت) للتنقيب عن الآثار ، في هذه الرحلة تحدث معه الكثير من الأمور .
يحاول الكاتب في هذه الرواية الرد على دان بروان في أصل قصة مريم المجدلية والمسيحية الغنوصية _لكنه لم يُكمل بحثه بسبب سوء الأوضاع الأمنية .
يبين لنا ان الفلسطيني بعيد كل البُعد عن وطنه لان المحتل أراد له أن يقطن محصوراً بين الزقاق والمخيمات ، مؤكداً أن أسماء بعض المدن لا تُعرف إلا إذا حصل فيها حدث ما .
تبدأ الحكاية عندما وجد نور هوية اسرائيلية في جيب معطف قد اشتراه من محل للملابس المستعملة ، لشخص اسرائيلي يُدعى أور شابيرا ، والصدفة هنا أن معنى أور بالعربية هو نور ، قرر حينها أن يتلبس هذه الشخصية ويلبس هذا القناع بارادته ليخدمه في موضوع بحثه عن مريم المجدلية وتتبع آثارها ، وبفضل شكله الموحي بأنه من يهود الاشكناز ساعده ذلك كثيراً أن يشارك في بعثة التنقيب عن الاثار في مستوطنة مشمار هعيميق ، فتنصهر شخصية أور ونور وتبدأ بينهم حوارات داخلية وتساؤلات عن الهوية والوجود كما يقول (للاسم مناعة وللقناع حصانة) كان يختبر هويته وصلابته في مرآة عدوه .
بين لنا كيف يجري التلاعب بتاريخ المنطقة المقدمة للسياح الأجانب من قبل الصهاينة والمختصين في مشروع التنقيب عن الآثار بالتدليس والكذب لاخفاء معالم جريمتهم النكراء في تغيير ملامح الأرض بعد سرقتها ، وشهيتهم التي لا تتوقف في التنقيب عن الآثار وطمس هويتنا وتراثنا ونسبها لهم .
نجده يستخدم أسماء الأماكن والشخصيات والأفعال التي أدت إلى طمس الهوية الفلسطينية مثل استخدامه لاسم قرية أبو شوشة والمستعمرة المقامة عليها ( مشمار هعيمق) التي تعرضت للتدمير والتهجير وزراعة الاشجار فوق بقاياها في عام النكسة 1967.
يوضح من خلال روايته مبدأ العنصرية ما بين اليهود أنفسهم ، فهنا اليهود الشرقيين يختلفون عن اليهود الغربيين ، واختلاف بين الكثير من الطوائف اليهوديةوبين الصهيونية واليهودية .كما يؤكد على أهمية معرفة لغة العدو بوصفها غنيمة حرب .
النقد / توقعت أن الكاتب عندما يختار منطقة يجرى عليها روايته أن يكون ملماً بكل تفاصيلها ، لم أُكون صورة بصرية عن القدس وضواحيها، غير أنه قال عنها بما لا يُليق بها :( اذا كانت هذه الأرض مقدسة حقاً ، فلماذا هي ظمأى الي هذه الدرجة المتوحشة للدماء.)
اللغة بسيطة جداً ، والسرد متكرر ما بين ما يحكيه الراوي وبين التسجيلات الصوتية ،وبين الرسائل التي كان يكتبها لصديقه مراد في السجن .
الاقتباس /
أيها المغفل أنا انتظر عمراً بأكمله من أجل الخلاص من هذه الهوية ، وأما أنت فقد خسرت عمرك كله لترتدي هذا القناع ! هذه الهوية نكبتني.
أينما وجدت الأشجار فهذه نكبتي .