قرأت سابقًا لنورا ناجي الكاتبات والوحدة، لمس الكتاب قلبي وجعلني أضع باقي كتب نورا على قائمة قراءتي.

ولكن رواية بنات الباشا تحديدًا لم تكن في تلك القائمة القريبة، ولكنها جاءت امامي صدفة

وتعلمت من عدة مرات سابقة أن الكتب التي تأتي أمامي صدفة تكون من أحلى الصدف والاختيارات التي لم اختارها ولكن القدر اختارها لي، والقدر أجمل من اختياراتنا دائمًا.

بداية الرواية كانت مع منى، توقعت ان تستمر الرواية من منظورها وحكايتها لبنات الباشا، كانت مختلفة ولها شخصية مميزة وجريئة رفعت القبعة لنورا ناجي على حكايتها بهذا الشكل المبسط والسلس غير الفج.

ولكن بعد ذلك بدأت الشخصيات في الظهور نادية وجيلان وأم لوسي وورد وياسمين ولا أحد وفلك و... تناولت الرواية كل النساء اللاتي مررن بها ليتركوا بصمة مميزة في جدار الصالون.

لكل منهم كانت هناك تفاصيل مرسومة بوضوح تستطيع معها أن ترى الشخصية تتحرك أمامك وكأن الرواية مكتوب بتقنية الـ 3D

كنت أشعر فقط في بعض الأوقات أن لا يوجد رابط ما بين كل تلك الشخصيات سوى الصالون أو الباشا نفسه، ولكن إذا ما حكيت حكاية كل منهم منفردة ستكون وحدها رواية أو قصة قائمة بذاتها.

وهذا ما جعلني أبحث دائمًا عن الرابط، لم يرتبط في الحكاية سوى منى ونادية في موقف وأم لوسي ونادية في موقف أخر، وأن كانت أي شخصية أخرى ربما كانت ستكتمل الحكاية أيضًا ولن تختل.

ولكن الاهم أن هذه الرواية لمست قلبي وجعلتني أشعر بوجع كل فتاة منهم وبكل مأساة مرت في حياتها جعلت نهايتها مع بنات الباشا هي الأفضل.

أحببت جدًا أم لوسي وياسمين وورد

انتظرت للنهاية حتى أعرف الباشا، كنت أريد رؤيته أكثر بصورة أوضح وكأنه مرسوم كهؤلاء الفتيات ولكن هذا ما لم يحدث، ولكنه أحب كل ما هو نادر وغريب ومختلف، فاستطاع أن يجمع كل هؤلاء النساء معًا فيصنع لوحة فنية متكاملة من كل الألم والوجع والتفرد، فكانوا بنات الباشا.