اسم الرواية: الأرملة تكتب الخطابات سرًا
المؤلف: طارق إمام
دار النشر: دار الشروق
سنة النشر: 2022
نوع الرواية: اجتماعية
نوع القراءة: ورقي
عدد الصفحات: 69
التقييم: ⭐️⭐️⭐️
تاريخ القراءة: 29/7/2024
عودة للقراءة الورقية بعد انقطاع طويل وهو أمر لو تعلمون عظيم
أول مرة أقرأ لطارق إمام أو لعلها الثانية بعد محاولة غير مكتملة لقراءة ماكيت القاهرة..
إحساس غريب بالتيه وعدم الفهم الكامل لمغزى وموضوع الرواية والنهاية المفتوحة المبهمة..
يرجع ذلك لكونها رواية متناقضات تتحدث عن الشئ وعكسه..
عن الظاهر والباطن فملك أرملة تعود إلي قريتها بعد وفاة زوجها لتدفن فيها، تعمل مدرسة لغة عربية للفتيات في محاولة قضاء وقتها المتبقى قبل أن تموت، تستغل معرفتها باللغة العربية في كتابة الخطابات للفتيات ..
عن الحياة للموت والحياة للحياة حيث تعيش ملك الأرملة ما تبقى من عمرها تبحث عن الموت تفتش عنه في الأرجاء، تنتظره بشغف وتعد العدة للقائه، تبحث عن مدفن مناسب لتدفن به وتحدده بدقة لتسجل مكانه في وصيتها، أصبح هدفها في الحياة هو أن تموت، مخالفة الخوف الفطري بداخل البشر من الموت..
وفي الوقت ذاته في تنافر واضح، تشير إلي معنى ومضمون تجديد الماضي، وكأنها تحاول أن تعيد عيش الماضي برؤية جديدة بما يوحي بالأمل والتفاؤل ويظهر ذلك واضحًا في محاولة إعادة صياغة خطاباتها القديمة بما يتناسب مع واقعها وشخصيتها الحالية بكل تفاصيلها، لتظل بعد الانتهاء في صراع داخلي بين الماضي والحاضر من هي فيهما، ماذا سيكون مصيرها ؟
هل تتمسك بالماضي كما فعلت الراهبة في محاولة رفض تغيير اسم الشارع اعتزازًا بنسبه إليها وزميلاتها أم تسعى للحاضر ..
كذلك لا تسير على سياق واحد تتداخل الحقيقة والخيال معًا في المواقف الواحدة، فتارة يحكي الكاتب عن واقع الأرملة يتخلله تهيؤاتها بشبح زوجها الصائغ الذي يزورها من وقت لآخر..
تحاول استرجاع مراهقتها في صياغتها الخطابات للفتيات، وعندما حدث معها الموقف ذاته وجاءها خطاب من مجهول تزلزلت في محاولة البحث عن مصدره وكذبت نفسها أنها ربما تتوهم الأمر حتى سألتها عنه الراهبة..
رسم الكاتب شخصية الأرملة الغريبة ببراعة فهي التي عاشت بعيدًا عن قريتها وعادت إليها بعد ٢٠ عامًا، لا تعلم عنها شيئًا ولا تسعي لتعلم عنها شيئًا بل إنها تتغافل عما تعلمه أيضًا ولا تستطيع رفض فرض رجاء لذاتها علي حياتها..
يصف الكاتب تفاصيل الخطاب وتجاعيده وحوافه المصفرة وكأنه يقصد به الرمزية عن ملك في حالتيها حين كانت تحيا للموت وبعد أن عادت إليها الحياة
يراودني إحساس بالرغبة في استكمال قراءة اكثر من عمل للكاتب في محاولة التشبع بأسلوبه الأدبي والتعمق بشكل أكبر في رؤيته ونظرته الفلسفية الأدبية
حاسة وكأن الرواية دي هيتفك شفرتها وهتتفهم بشكل أوضح في رواية تانية 🤷🏻♀️