رجال ريّا وسكينة - سيرة سياسية واجتماعية > مراجعات كتاب رجال ريّا وسكينة - سيرة سياسية واجتماعية > مراجعة Rudina K Yasin

رجال ريّا وسكينة - سيرة سياسية واجتماعية - صلاح عيسى
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

رقم ست وستون / 2024

رجال ريا وسكينة – سيرة سياسية اجتماعية

صلاح عيسى

تطبيق أبجد

""وما كادت المظاهرة تنتهي حتى اتخذت المحافظة عدة إجراءات للحيلولة دون تكرارها، فقامت بترحيل أعداد كبيرة من العمال المتعطلين- وخاصة الصعايدة منهم- إلى قراهم، واستفادت بجزء من الباقين في إزالة بعض تلال الأتربة في حي الشاطبي، نظير أجور تافهة لا تزيد على ثلاثة قروش للرجل وقرشين للمرأة، تخصم منها الجزاءات، مقابل ست ساعات من العمل الشاق.. وحين تظاهر العمال مرة أخرى، احتجاجًا على تفاهة الأجر وكثرة ما يوقع عليهم من جزاءات زُوِّد الملاحظون الذين كانوا يشرفون عليهم بالكرابيج، ووُضعت في مواقع الحفر مجلدة، لتأديب المتكاسلين منهم.""

"ومن سوء الحظ أن أحدًا من المؤرخين لم يُعنَ بالربط بين «الشغل في السلطة» وبين نمط الجريمة الذي ساد في مصر في أعقاب الحرب العالمية الأولى، مع أن هذا «الشغل» كان القاسم المشترك الأعظم بين المتهمين في قضية ريا وسكينة""

""ريّا وسكينة اثتين من المشاهير لهم ضحايا كثير لكن محدش قال هم ضحية مين؟ عبارة من المشهد الافتتاحي الاستعراضي الذي كتبه الشاعر عبد الوهاب محمد لمسرحية ريّا وسكينة – 1982 ""

• في التلفزيون والسينما : ريا وسكينة من بطولة شادية وسهير البابلي واحمد بدير وعبد المنعم مدبولي لكنها لم تقدم الواقع هي المسرحية الكوميدية الشهيرة بهدف الضحك اكثر والتي كانت تُعرض بكثرة أيام الأعياد، هي ملهاش أكثر من كونها حكاية .

لكننا عرفنا من خلالها سبب الشهرة التي نالتها الشقيقتان كونهما سفّاحتان تخصصتا في قتل النساء وسرقة مصوغاتهنلكن المسلسل الشهير ريّا وسكينة الذي عرض في شهر رمضان من عام 2005، من بطولة عبلة كامل وسمية الخشاب وسامي العدل واحمد ماهر وغيرهم وهو من اخراج جمال عبد الحميد.. قدم الواقع مثل الرواية في سرد الاحداث وتقمص الشخصيات عمليات القتل الحياة اكتشاف الجريمة ---.

• تتكون العصابة من سيدتان و رجال آخرين وهم: حسب الله سعيد زوج ريّا علي همام، محمد عبد العال طليق ورفيق سكينة علي همام، عرابي حسان وعبد الرازق يوسف فتوات العصابة، حيث بدئت العصابة في العمليات الصغيرة من النشل والسرقة وبيوت البغاء الغير مرخصة في مرحلة مهمة من تاريخ مصر بين عام 1919-1920 وهي فترة القتل حيث تم قتل 17 سيدة لكن اجريمة بدئت منذ القدم وعلينا ان نتوجه الى كتاب رجال ريّا وسكينة لصلاح عيسى عبر تطبيق ابجد بعدد صفحات 1200 صفحة .

• الكتاب هو تاريخ وسرد للأحداث السياسية والاجتماعية في مصر وخصوصاً في الإسكندرية قبل ظهور عصابة ريّا وسكينة، وتأريخه لعائلة همام، عائلة الشقيقتان، وتغريبتهم في المدن والكفور وهي القرى الصعيدية حتى حطت بهم الرحال في الإسكندرية.. وقد ذكر بكل اسهاب وموضوعبة حالة الاستعمار والفقر والبطالة المتفشّية بين الناس، وكيف أدى قيام الحرب إلى مفاقمة الظروف الاقتصادية سوءاً، وأيضاً تأثير الحرب على الأخلاق الاجتماعية للسكّان، مما زاد من انتشار البغاء , لانه كان مسموحاً بإقامة بيوت بغاء علنية ومُرخّصة من الحكومة وخاضعة للتفتيش والرقابة- والخمٌارات والمحاشش، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على مستوى الانحطاط الاقتصادي والاجتماعي الذي وصل إليه حال الناس، ومن الطبيعي في مثل هذه الظروف أن تزداد معدلات الجريمة وأن تتعدد أشكالها.. وهذه الأسباب بالإضافة إلى سيكولوجية رجال ريا وسكينة قادت إلى ظهور هذه العصابة التي تخصصت بقتل النسوة والفتيات من البغايا وسرقة مصوغاتهن وملابسهن، وما يلفت الانتباه ويثير التقزز في أمر هذه العصابة هو قيامها بإسكار الضحايا وخنقهن ومن ثم دفنهن في نفس الغرفة التي ينامون فيها، ولا ومما شجّع العصابة أيضاً على الاستمرار في جرائمها، غفلة وتقصير عمل الأمن، وتجاهله للبلاغات المقدمة من أقارب الضحايا بحجة أنهم من البغايا أو من البغايا السابقات أو قد يكنّ قد هربن من رجال غير أزواجهن.. إلى أن تم العثور بمحض الصدفة على جثة قادت إلى اكتشاف عصابة كاملة قتلت بدم بارد 17 امرأة!.

• في الكتاب يتحدث المؤلف عن عمليات استدراج "ريا وسكينة" لضحاياهما بطريقة سهلة ويتوقف عند تفاصيل يسيرة لكنه يستنتج منها ما له علاقة ودلالة على هذا العصر بكل تناقضاته وأحواله, حيث قدم الكاتب العبرة في كل قصة والاسباب التي قادت الى انحراف الضحية مثل نبوية التي مارست الرذيلة دوت علم زوجها وأبناءها بتظاهرها أنها امرأة صالحة بينما كانت تمارس البغاء سراً لا رغبة في المال الذي لم يقصر معها زوجها فيه بل لميل انحرافي حاولت أن تواريه عقوداً عديدة ونجحت في ذلك حتى آخر رمق من حياتها يقول صلاح عيسى: "وعلى هذه الصورة لفظت "نبوية بنت جمعة" أنفاسها الأخيرة، ورحلت عن الدنيا، وهي تحمل على جسدها كل آثار خطاياها التي كانت ترتكبها سراً... وتظن أنها لن تفضح أبداً"

• الحالة الاجتماعية والفقر والبيئة المتخلفة التهتك الأخلاقي الذي كان تتقلب فيه "ريا وسكينة" وأزواجهن وأعوانهن يكشف عن الحضيض الأخلاقي المتدني الذي كانت ترزح تحت وطأته الطبقات الدنيا في المجتمع المصري آنذاك، وهو تهتك يفوق تهتك الطبقات العليا في ذلك الوقت. جعل العصابة تتميز بقسوة القلب وتيبس المشاعر أن إحدى ضحاياهما كانت تصطحب معها طفلة صغيرة عمرها ثماني سنوات، لكن هذا لم يشفع لها فلم يرفقوا بها بل قتلوا أمها بعد أن سربوا ابنتها خارج البيت إلى الحارة (كان فيهم خير)

• عملية اختيار النساء كان يبنى وفق قواعد خاصة حيث تتميز هؤلاء النساءَ بانهن عديمات الشرف المقطوعات من شجرة عوائلهن أو اللاتي لا عوائل لهن حتى إذا تم التخلص منهن لا يجدن من يسألن عنهن فضلاً على أن يبلغ الشرطة عن اختفائهن او لديهن القابلية مثل حالة نبوية التي تمتعت بمكانة اجتماعية جيدة .

• ـ أن من أسباب عدم افتضاح جرائم رجال ريا وسكينة كونهم جماعة مغلقة تتخذ بنفسها ـ دون عون من أحد ـ كل خطوات اختيار ضحاياهن واستدراجهن وقتلهن ودفنهن وسلبهن حليهن وبيعه إلى الصاغة، ومن ثم توزيع المال بين الجميع بالتساوي، فلا أحد يمكنه أن يذيع أسرار العصابة غيرهم..

• أن رجال ريا وسكينة كانوا يتحوطون في إخفاء آثار جرائمهم كثيراً، بل كانت غفلة الشرطة وعدم اكتراثها هي السبب الذي زادهم في غيهم حتى افتضح أمرهم بالصدفة المحضة ففي حكاية نظلة نكتشف ثم دخل الغرفة وجال ببصره فيها..وسألها: فين "نظلة" يا "ريا"؟ولدهشته البالغة.. ردت قائلة: عندك تحت الصندرة" وهنا نكتشف ـ أن "ريا" هي الذيل الذي قاد الشرطة لسحب جميع رجالات "ريا وسكينة" من خلال اعترافاتها، وأجوبتها المتناقضة، وبونٌ كبير بينها وبين أختها "سكينة" الذكية.!

• اعترافات "بديعة" ابنة "ريا" و "حسب الله" مؤثرة وإنسانية رغم أنها نشأت في بيئة إجرامية، وقضت معظم سنوات حياتها العشرة في الشارع الذي يضج ببنات البغاء، والقوادين والسكارى ومدمني المخدرات، لقد كانت معاناتها في العيش وسط هذه البيئة ذا أثر ممض على طفولتها أورثها المعاناة والعقد النفسية، إن "بديعة " هي ذاتها أمها "ريا" وخالتها "سكينة" في طفولتهما البائسة التي قادتهما إلى هذا المصير المأساوي، هما مجرمتان نعم لكن المجتمع الذي نشأتا فيه يتحمل جرم ما قامتا به أيضاً. عترافات "بديعة" هي كلمة الفصل في تثبيت التهمة عليهم، ولقد مرَّ المؤلف على وفاة "بديعة" بعد إعدام إمها "ريا" بثلاث سنين مرور الكرام، ولم يعلق على ذلك بشيء.

• ـ جرب رجال "ريا وسكينة" كل ألوان الكذب، وفنون المراوغة؛ لتبرئة أنفسهم وتوريط غيرهم لكنهم في النهاية اعترفوا وأدينوا وأعدموا،. في تحليله للتهتك الأخلاقي، والانهيار القيمي الذي كان المجتمع المصري يعيش فيه بداية القرن الماضي ويتحدث عن دور الاستعمار البريطاني وحلفائه في حماية مظاهر هذا الانحلال والتفلت، إذ غاية ما تفعله الحكومة مع الزواني هو التأكد من نظاميتهن وصحتهن وتوجيههن إلى دور الزنا التي تشرف عليها الحكومة، ومثل هذا يقال عن الخمارات، ومقاهي الحشيش والمخدرات، وتجيء هذه الحماية متناغمة مع التغريب الاجتماعي والثقافي وتهميش دور الدين في المجتمع والذي ساعد على انغماس صفوة المجتمع وقاعه على حد سواء في الآفات الأخلاقية لهذه الحضارة المادية الجديدة التي نشط المستعمر في نشرها بين أبناء الأمة المغلوبة؛ ليجتمع عليها الذل والفقر والفُجر.

• يوجد تناقضات في شخصية الجناة مثل : بعد الحكم باعدام العصابة مثلا قام "حسب الله" و "عبدالعال" بإعادة فتح القضية من جديد ـ بعد صدور الحكم بإعدامهما ـ جديرة بالتأمل والنظر هل هي بالفعل محاولة لإطالة عمرهما في هذه الدنيا، وبالنسبة لريا الأمومة ترقق قلب المرأة حتى لو كانت مجرمة لنقارن بين ما قالته "ريا" قبل شنقها، وما قالته أختها "سكينة" قبل أن تشنق حتى تستبين لنا هذه الغريزة النبيلة.

• ـ ـ لم يرفق صلاح عيسى في كتابه الضخم وثائق رسمية ذات صلة مباشرة بالقضية، وعليه لا يمكن لنا أن تكذيب الرجل فيما قاله وادعاه وأيضاً لا يمكن لنا التسليم له بكل ما أورده، وتبرئته من التزيد والمبالغة فيه، وليت الحكومة المصرية تفرج عن هذه الوثائق على طريقة الحكومات الغربية بعد مرور خمسين سنة عليها، ليستبين لنا وجه الحقيقة ليس في حادثة "ريا وسكينة" بل في حوادث كثيرة قبلها وبعدها

• واخيرا اخر الضحايا كانت فردوس فضل عبد الله التي بسببها تم كشف اكبر جريمة بتاريخ البشرية واول الضحايا خضرة محمد اللامي

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق